يبدو أن شعوب الخليج ضاقت ذرعا بالتدخلات الإيرانية السافرة على دول المنطقة وشؤونها، حتى أن وسما في موقع التواصل الاجتماعي تويتر (واسع الانتشار في المنطقة)، دعا فيه علانية إلى قطع دول الخليج علاقتها الديبلوماسية مع إيران وخصوصا المملكة. تاريخ الجمهورية في الساحل الشرقي من الخليج العربي مليء بالتدخلات في شؤون الدول، إذ يعتبر مغردون أن «دولة فارس» تسعى جاهدة إلى بسط نفوذها على المنطقة لتعيد تاريخا أزاله الزمن وتغيراته، فيما انبرى مغردون من عدد من دول الخليج وخصوصا السعودية للمطالبة الحثيثة بقطع العلاقات أسوة بالحكومة الشرعية في اليمن. الدعوات المناهضة لتدخلات طهران لا تهدأ، فمنذ أن تولى المحافظون دفة رئاسة الحكومة، زاد التدخل الإيراني في المنطقة، حتى باتت ملامحه واضحة، وشعوب الخليج أدركت فجاجة التدخل منذ اليوم الأول، بيد أن العلاقات السياسية لا تبنى على الانطباعات الشخصية، والآراء العاطفية كما يقول الساسة. من جهته، يؤكد الخبير في الشأن الإيراني الدكتور محمد السلمي ل«عكاظ» واقعية الغضب الشعبي على التدخلات الإيرانية، مشيرا إلى أن الجمهور لا تقنعه الكلمات الديبلوماسية، وأن طهران أوغلت في التدخل في شؤون دول المنطقة. ويشير السلمي -المجيد للغة الفارسية- إلى أن رد الخارجية السعودية على تصريحات إيران العدائية جاء قويا ومناسبا، «حتى أنه غير مسبوق بهذه اللهجة الشديدة»، ومنددا في الوقت ذاته على حادثة اقتحام السفارة والقنصلية السعوديتين في الأراضي الإيرانية، موجها أصابع الاتهام إلى جهات رسمية وشبه رسمية. ويستنكر تصريحات طهران التي جاءت من جهات رسمية عديدة، قائلا: «إن تصريحاتهم عدائية، فقد فزعوا عندما تم إعدام إرهابي صدر عليه حكم قضائي يدينه بقتل شهداء من رجال الأمن في شرق البلاد».