طالب خبراء ومحللون سياسيون سعوديون في تصريحات خاصة ل«البيان»، الحكومة السعودية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، مؤكدين أنه لا يوجد سبب يقنعهم بعدم اتخاذ السعودية قراراً حازماً بقطع العلاقات مع إيران. واعتبر الخبراء أن اختيار طهران للأراضي الأميركية لتنفيذ المخطط المفترض لاغتيال سفير سعودي يرجع إلى رغبتها في أن تلقي بالاتهامات بعيداً عنها، خاصة وأن الولاياتالمتحدة تتعامل مع تنظيم «القاعدة» منذ أحداث 11 سبتمبر على أنها «عدوها الأول»، من ثم فإن أصابع الاتهام كانت ستتجه بالدرجة الأولى إلى التنظيم وليس لطهران. وطالب الخبراء يقطع العلاقات الدبلوماسية مع ايران، مؤكدين انه لا يوجد سبب واحد يقنعهم بعدم اتخاذ السعودية قراراً حازماً بقطع العلاقات، باعتبار أن إيران في كل يوم «تفتح أبواباً للشر للسعودية»، بحسب قولهم. من جهته، يرى أستاذ العلاقات الدولية المتقاعد د. محمد الحمدان، ان تورط طهران، إن صح، في محاولة اغتيال السفير السعودي «سيمثل حرجاً سياسياً واستخباراتياً بالنسبة لها»، كما أنه «سيمثل تحدياً في ما يتعلق بعلاقات إيران المستقبلية مع دول مجلس التعاون الخليجي»، على حد تعبيره. وأضاف أن «المخطط المفترض سيكون له أبعاده وتداعياته على خريطة العلاقات في منطقة مفصلية بالنسبة للعالم». واعتبر المخطط «انتهاكاً للأعراف الدولية والقوانين»، وأنه من شأنه «تضييق الخناق على طهران وزيادة عزلتها»، لاسيما الإشارات الأميركية «بالأخذ بخيارات أخرى، أي رد فعل ربما يصل إلى استخدام القوة». بدوره، دعا المحلل السياسي د. سلطان الثقفي حكومة بلاده الى قطع علاقاتها مع طهران، مشيراً في هذا الصدد الى «مواقف عدائية إيرانية سابقة». ويرى أن التسامح في هذا الوقت «لن يجدي إلا حنظلاً، وهذا ما أثبتته الأيام الماضية». وأشار الى ان مخطط الاغتيال المفترض يشكل «تقويضاً للجهود الداعمة للسلم والأمن الدوليين واستقرار الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، كما أنها تؤثر بالسلب في العلاقات بين إيران والدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي». من جانبه، يرى الباحث السياسي د. حسن الأهدل، أن إيران تشعر بأن حليفتها العربية الوحيدة سوريا قد أوشكت على الانهيار، ما سينعكس عليها حتماً، ولذا سعت لإشعال أزمات حول العالم وبالتحديد في اتجاهين. أولاً: استهداف الدبلوماسيين السعوديين لضرب وإضعاف الدبلوماسية السعودية. ثانياً: إيقاد نار الفتنة الداخلية في بعض الدول. وأضاف «لذا بات ملحاً على العالم والمجتمع الدولي استبدال السياسة الناعمة في التعامل مع طهران بالسياسة الخشنة المتمثلة في القوة العسكرية قبل أن نرى سلسلة من الاغتيالات تطال شخصيات عربية وغربية». وقال إن «مطامع إيران في منطقة الخليج ورغبتها في إثارة التوترات في تلك المنطقة أمر لا يمكن أن ينكره أحد»، مشيراً إلى سعيها لإثارة «التوترات المذهبية» في بعض دول الخليج، وكذلك عملياتها الاستخباراتية في العراق، إضافة إلى سعيها لفرض نفوذها في بعض بلدان جنوب شرق آسيا مثل ماليزيا وباكستان والفلبين عن طريق إثارة النزعات المذهبية، على حد تعبيره.