أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، أن مشروع التنمية المستدامة في البيضاء يأتي متوافقا مع الأسس التنموية المعتمدة في إمارة منطقة مكة قبل أكثر من 7 سنوات، وترتكز في قواعدها الأساسية على بناء الإنسان، وتنمية المكان، لتحقيق العمل بخطة متوازية ومتوازنة، من خلال تنفيذ العمل في آن واحد على مستوى المدن والمحافظات والقرى والمراكز. وقال لدى تأسيس تنمية مركز البيضاء التابع لمحافظ بحرة أمس: «هذا يوم مميز وغير عادي، حيث يتم الاحتفاء بمشروع وطني تنموي، انطلق ليكون نقطة تحول في مسيرة التنمية لهذه المنطقة»، لافتا إلى أن هذا المشروع كله إبداع، يعمل على إدارته أبناء القرية، والعاملون فيه هم المزارعون والبناؤون والمخططون والمنفذون. وعبر عن تطلعه الدائم لإيجاد فرص للأيدي العاملة، مؤكدا أنه ليس هناك أعظم من هذا المشروع في تحقيق هذه الغاية، وليس هذا فحسب، بل بالتدريب أيضا على المهارة والقيادة والتنفيذ. وربط الفيصل حسن تنفيذ المشروع بما تشهده إمارة المنطقة من هيكلة جديدة، استحدثت فيها وكالة مساعدة للتنمية، في بادرة تعد الأولى من نوعها في المناطق، لافتا إلى أن من إبداعات الدولة أنها لا تترفع عن تنمية وإبداعات فروعها في المناطق، حيث أنه عندما استحدثت الوكالة المساعدة للتنمية عممت على جميع المناطق. وأكد أن تعاون الجهات الحكومية أثمر في تحقيق أهداف المشروع؛ لتسابقها في التعاون مع الإمارة في إنجازه، وثمن جهود مدير شركة البيضاء السيد نيل في تنفيذ أعمال المشروع، مساهما في المشروع لسنوات عديدة، مؤكدا أنه ضرب مثلا في الإنسانية والمواطنة العالمية. وفي ختام كلمته، تقدم الفيصل بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ما يوليه من عناية لهذه البلاد، وآخرها الميزانية الإبداعية التي بدأت بتحول جديد نحو التفكير الإبداعي غير النمطي والمشاركة الوطنية في جميع مشاريع الدولة. وعقب ذلك وقّع أمير مكة مذكرة تعاون بين إمارة المنطقة ووزارة الإسكان. من جهته، قال الدكتور هشام الفالح مستشار أمير المنطقة المشرف العام على وكالة الإمارة للتنمية: «قبل ما يقارب ال 4 سنوات عام 1433، كنا في رحلة حلم جميل، بدأت بوادره بفكرة من مؤسسة الملك فيصل الخيرية، وكانت رائدتها صاحبة السمو الملكي الأميرة هيفاء الفيصل، لأجل تنفيذ تنمية مستدامة في مركز وقرى البيضاء، أحد المراكز التابعة لإمارة المنطقة، من خلال بناء قرية سكنية في هذا المركز لتكون امتدادا تنمويا طبيعيا للمدن الكبيرة في المنطقة». حضارة وإنجاز واستطرد «كل مرحلة من مراحل الإنجاز كانت بمتابعة ودعم واهتمام أمير المنطقة، ما أدى لتحقيق الحلم، وقد كلف أمير المنطقة فريق عمل مشروع المخطط الإقليمي للمنطقة، ووجه بعقد اجتماعات مع الجهات الحكومية المعنية لإنهاء الإجراءات، وتسهيل الصعاب التي واجهت المشروع، وفي خطوات متلاحقة لإظهار المشروع بشكل واضح تمت الاستعانة باستشاري متخصص لإعداد مخططات المشروع،. تنمية المكان والإنسان وأبان الفالح أن المشروع لا يقف عند حد تنمية المكان بتوفير مساكن مناسبة لأهالي مركز البيضاء فقط، بل يهدف لتحقيق أهداف الخطة التنموية للمنطقة والتي تركز أهدافها على بناء إنسان هذه المنطقة، فقد اهتم المشروع بأن تكون بيئة وتصاميم المباني مناسبة لأوضاع أهالي المركز وتنسجم مع نمط حياتهم واحتياجاتهم، وتم تدريب أهالي المركز على عملية البناء ليكونوا شركاء في تنمية منطقتهم، وأيضا تحقيق تنمية مستدامة من خلال الاحتفاظ بمياه الأمطار. الشمولية والتكامل وأوضح أن الفيصل يكمل الآن الخطى الواثقة الراسخة نحو تحقيق الحلم، باستكمال أجزاء هذا المشروع، وتطبيق مبادئ الشمولية والتكامل التنموي بين القطاعين الحكومي والأهلي، إذ وقع ووزارة الإسكان وشركة البيضاء للتطوير مذكرة التفاهم لاستراتيجية التعاون المشترك، تمهيدا لتنفيذ المشاريع السكنية لمشروع تنمية وتطوير البيضاء، وسيتم تخصيص ما يقارب 3 ملايين متر مربع لكامل المشروع. وقال أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة البار: شهدت العاصمة المقدسة ومدن المنطقة ومحافظاتها طفرة في مشاريعها نتيجة لرعاية ومتابعة أمير المنطقة، وآن الأوان أن تجني القرى من ثمار الرؤية التي وضعها الفيصل لبناء الإنسان وتنمية المكان. من جهته، قال وزير الإسكان ماجد الحقيل: إن مشكلة الإسكان هي جزء من مشكلات عديدة هي العمل والاستدامة في البيئة الاجتماعية المختلفة، وما رأيناه في المشروع نموذج يحتذى به في كثير من المشاريع المستقبلية، فيما يتعلق بمشاركة القطاع العام والقطاع الخاص في التنمية الحقيقية المستدامة. متمنيا أن تنقل الخبرات في هذا المشروع النموذجي إلى مشاريع في مدن ومناطق أخرى.