أوضح سفير تونس لدى المملكة لطفي بن قائد أن الرئيس الباجي قائد السبسي وجه رسالة أثناء زيارته للرياض مفادها أن تونس ستظل متمسكة بعمقها العربي الإسلامي وستظل دائما وفية للعلاقة السياسية المتميزة والاقتصادية مع دول الخليج، مؤكدا دعم بلاده للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب. وقال في حوار ل «عكاظ» إن نتائج هذه الزيارة إلى المملكة، جاءت لتلبي طموح ومصالح البلدين، لافتا إلى أنها زيارة تاريخية في ضوء ما تم بحثه على الصعد كافة.. فإلى تفاصيل الحوار: ● كيف تقيمون زيارة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي للمملكة على الصعيد السياسي والاقتصادي؟ ●● في ما حققته الزيارة من نتائج، يمكن وصف هذه الزيارة بالتاريخية من حيث عمق المحادثات والمشاورات بين القياديتن والتي عكست تطابق وجهات نظر البلدين في العديد من الملفات والمسائل ذات الاهتمام المشترك عربيا وإقليميا، كما أنها أعطت زخما سياسيا جديدا في علاقات البلدين كونها اكتسبت طابعا إستراتيجيا من حيث إعطاء دفع كبير في علاقات التعاون وإضافة لبنات على المستوى الاقتصادي والاستثماري والفني، وأستطيع أؤكد أنها زيارة ناجحة وموفقة وتكللت بالعديد من الاتفاقيات وبرامج التعاون، كالتعاون في المجال الدفاعي ومذكرة التفاهم في مجال الحماية المدنية والدفاع المدني والنقل البري، إلى جانب اتفاقية القرض الممنوح من الصندوق السعودي للتنمية لإنشاء محطة كهرباء بمنطقة المرناقية بتونس، وكل تلك المعطيات وما حظي به الوفد التونسي من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة تجذر العلاقة وتعيدها إلى سياقها التاريخي المتميز وتعكس ما يوليه خادم الحرمين وأخوه الرئيس الباجي قايد السبسي ودفعها إلى آفاق أرحب في مختلف المجالات. ● لقيت دعوة المملكة بإنشاء تحالف إسلامي ضد الإرهاب تأييدا مبكرا من تونس فكيف ترون أهميته لدحر التنظيمات الإرهابية؟ ●● بالفعل فالرئيس أكد ذلك التأييد والدعم بكل قوة لهذه المبادرة في حضرة خادم الحرمين لاسيما وأن دولنا الإسلامية تواجه هذا التحدي، ولذلك لابد من التكاتف والوقوف بقوة ومكافحته واجتثاثه لما له من مخاطر على أمن واستقرار دولنا. ● ما هي مؤشرات الزيارة إلى المملكة؟ ●● فحوى هذه الرسالة التي أراد الرئيس توجيهها أن تونس ستظل متمسكة بعمقها العربي الإسلامي، وهذه الزيارة بالذات تعطي إشارات إلى أننا سنظل دائما في تونس أوفياء لعمقنا وعلاقتنا السياسية المتميزة والاقتصادية وإعادة التوازن وتضامننا مع إخوتنا في المملكة والخليج والوطن العربي. ●● كيف ترون التعاون الأمني بين المملكة وتونس في مكافحة الإرهاب؟ ●● لابد من التأكيد أن الإرهاب لا دين له ولا هوية، وأمن المملكة هو من أمن تونس، وما يحدث في البلدين تكون له تداعيات مباشرة على أمن واستقرار المنطقة عموما، والمحادثات التي أجراها الرئيس مع أخيه الأمير محمد بن نايف ولي العهد وزير الداخلية اتسمت بالوضوح والشفافية من حيث تأكيد العزم على مواجهة التنظيمات الإرهابية وتنسيق الجهود من أجل كسب الحرب على الإرهاب في المنطقة. ● تخلل زيارة الرئيس التونسي لقاؤه برجال الأعمال السعوديين وبحث التعاون وزيادة الاستثمارات وتذليل المعوقات بين البلدين فكيف وجدتم نتائج ذلك؟ ●● أرى أن مستقبل الاستثمارات وعلاقات التعاون بين رجال الأعمال واعد ويبشر بكل خير لأن الرئيس التونسي وعد بالنظر بما طرحه الجانب السعودي من بعض المعوقات ووجه وزير المالية بتذليل العقبات وهناك العديد من الإصلاحات في القطاع البنكي والجمركي وسن تشريعات تسهم في جذب المستثمرين، كما أود أن أنوه بوجود التونسيين في بلدهم الثاني المملكة، والرعاية التي يحظون بها والظروف الأكثر من جيدة، حتى إننا لا نجد ولله الحمد أي صعوبات أو إشكاليات في أوضاعهم، ونتطلع لاستقبال الإخوة الأشقاء من المملكة في تونس بغرض السياحه كونها تمثل رافدا اقتصاديا حيويا. ● في ظل التكتلات والأحزاب التي بدأت كيف ترون المستقبل لتونس؟ ●● لقد حققنا إنجار مسار انتقال سياسي بنجاح وتمكنا من تنفيذ مؤسسات دستورية دائمة والأولوية هي لعودة الوضع الاقتصادي لمساره ومعالجة بعض الاحتياجات الاجتماعية وأستطيع أن أؤكد أن الوضع السياسي مستقر بعد انخراط الشعب التونسي في مشروع وطني جامع قوامه الوفاق والحوار. ● أخيرا.. كيف ترون مستقبل العلاقات مع الجار ليبيا خاصة بعد تأييد الأممالمتحدة لحكومة الوفاق الوطني؟ ●● نحن نتطلع بكل خير إلى هذا القرار ونحيي الأشقاء في ليبيا على التفاهم بتشكيل حكومة وفاق وطني وحل سياسي يرضي الجميع ويضمن أمن واستقرار ليبيا ووحدتها لأننا نرى أن أمن ليبيا هو من أمن تونس وهو أمن للمنطقة العربية.