في وقت متأخر من القرن العشرين، كانت المرأة السعودية غائبة عن عالم التصوير، رغم تسجيل حضور خجول في نهاية التسعينيات، حتى استطاعت المصورة السعودية الدخول للملاعب والتصوير في الفعاليات الرياضية العالمية. واستطاعت أن تعبر الصحراء والأماكن النائية لالتقاط صور عرضت فيما بعد في عواصم غربية. مصورات سعوديات كسرن «طوق» الحصار الاجتماعي، بعدما أثبتن أن التصوير حرفة كالرسم تماما، يحتاج رؤية وأدوات، بحسب ما تقوله المصورة نجلاء الخليفة التي افتتحت مؤخرا معرضا لأعمالها في العاصمة الأمريكيةواشنطن. ركزت الخليفة على نقل التراث السعودي إلى الأعين الخارجية في محاولة لتدويل تراث بلادها المتنوع، إذ عمدت إلى التقاط صور من مناطق متفرقة من المملكة، وتشير الخليفة خلال حديثها ل«عكاظ» إلى أن أسرتها ساهمت في دعمها للوصول إلى المستوى الذي لا تراه محترفا بل جيدا. ونالت المصورة السعودية عددا من الجوائز العالمية، كجائزة «بري دي لا» الفرنسية، وجائزة في «انترناشيونال فتوغرافي أوردز» بنيويورك، إضافة إلى نيلها 32 جائزة اقليمية ومحلية. فيما يرى سلطان قنديلي الذي يرأس جمعية للتصوير الضوئي في غرب البلاد، أن المشاركة النسوية في التصوير المهني والتجاري في تنامٍ، مستدركا أن التنامي بسيط ولا يرتقي لمستوى التنافسية. ويضيف منديلي أن السعوديات حضرن بقوة في التصوير الفوتوغرافي الفني، كهواة، وسجلن أعمالا رائعة، مشيرا إلى أن المرأة استطاعت أن تتخطى النظرة المجتمعية القديمة التي كانت تنظر للتصوير بسلبية. فيما تؤكد سوزان إسكندر المصورة السعودية التي وثقت بعدستها مراحل توسعة المسجد الحرام، أن بعض النساء السعوديات ما زلن أسيرات للنظرة السلبية تجاه مهنة التصوير، وتضيف «كنت أعرض على متدربات العمل في قاعات الأفراح حتى يتسنى لهن تطبيق الجانب النظري في الواقع، بيد أن بعضهن رفضن بحجة عدم موافقة الأسرة على ذلك». وتشير إسكندر إلى أن المرأة السعودية استطاعت أن تنقل صورة إيجابية عن المملكة عبر طريق عدسة المصورات المحترفات، لافتة إلى أنها تلقت انطباعات إيجابية من أجانب زاروا السعودية واطلعوا على أعمالها عن العاصمة المقدسة. ورغم أن إقبال المرأة السعودية على هذه المهنة ضعيف، يبقى التميز الذي تسجله المصورة الهاوية في وسائل التواصل الاجتماعي كموقعي «انستغرام»، «باث»، يشكل خارطة طريق في الهواية التي بدأت تلقى رواجا بين السيدات، حتى أن عاملا يبيع أدوات إلكترونية في وسط جدة يشير إلى أن الإقبال الأنثوي على شراء الكاميرات المحترفة بات ملحوظا وكثيفا.