تعتبر المصورة أميرة العبدالله أن دخول الفتيات السعوديات عالم التصوير الرقمي شكل نقلة نوعية في حياتهن، فمع تقاليد المجتمع، وحصرهن في قضايا وأمور: "بيتوتية"، استطعن اقتحام هذا المجال، والتغلب على الكثير من الظروف، وتقديم أعمال إبداعية. وأضافت "مع التطور التقني والفضائي الذي أصبح في متناول كل إنسان، لا يمكن أن تنعزل الفتاة وحدها دون التواصل مع الحياة بمختلف فنونها، ومنها الصورة التي تعتبر لغة عالمية بين بني البشر". وأوضحت أميرة أن "قراءة الصورة لا تحتاج إلى أبجديات، بل إحساس بالألم، والفرح، ويكون الذوق الفني حاضراً في الحالتين". وقالت المصورة ليلى محمد إنها دخلت مؤخرا عالم التصوير التجاري، مستفيدة من الدورات التي تعلمتها نظرياً وتطبيقياً، وأصبحت هوايتها مصدر رزق إضافي، تقول "بدأت بممارسة التصوير كهواية، وبعد أن تمكنت منها، وزاد الإعجاب بأعمالي، أردت الاستفادة منها بتحويلها إلى مهنة، فبدأت في ممارسة التصوير في المنزل، حيث تأتيني عرائس يقصدنني للتصوير دون تحسس، فأقوم بذلك في خصوصية تامة"، مشيرة إلى أنها ليست الوحيدة في هذا المجال، فهناك الكثيرات من زميلاتها يمارسن نفس العمل على المستوى التجاري. وترى أن المرأة أبدعت في مجال التصوير، وأن القيود الاجتماعية كانت مبررا للنجاح، وتقول "الذائقة الفنية ليست محصورة في فئة الرجال، ولكن الإطار الاجتماعي فرض قيوداً من قبل على المرأة، ففاتتها بذلك مرحلة واسعة من العمل، خصوصاً في عصر الغرف المظلمة لتحميض الأفلام، ولكن المصورة السعودية تمكنت من إثبات موهبتها بسرعة، خاصة في عصر"الديجيتال" الذي من السهل التعامل معه، وكانت القيود السابقة دافعا جديدا للتميز". وأضافت ليلى أن "مواقع التواصل الاجتماعي سهلت على الفتيات الحصول على المعلومة، ومعرفة موعد المسابقات للمشاركة فيها بأقل جهد وتكلفة، وهناك سعوديات يسافرن للخارج بقصد الحصول على الصورة الأجمل والتعرف على طبيعة الأماكن الفنية، وقد انعكس ذلك كله على الإبداع، فوجدنا العدسة الأنثوية في وطننا تحصد جوائز متقدمة". وأرجع المصور، ومقدم الدورات في فن التصوير، حسين الخليف ظهور عدسات نسائية وصلت إلى حد الاحتراف في المملكة إلى خصوصية الصورة النسائية، وقال إن "صورة المرأة عندنا تخضع لثوابت محافظة إلى حد لا يمكن التسامح معه، وفي ظل تطور فهم الصورة، وهمينتها على الحياة الاجتماعية، ظهرت "العدسات الأنثوية" لتلبي طلبات بنات جنسهن، سواء في المناسبات الخاصة أو الأفراح". وأضاف أن الطلب على "المرأة المصورة" أصبح من ضروريات مناسبات الأعراس في جميع المناطق، بعدما كان محصوراً على أهل الزوجة تحديداً، وشجع ذلك "الفوبيا" التي تسيطر على الفتيات من تسريب صورهن، فكان الخيار الأمثل لديهن استئجار مصورة يثقن بها ويستلمن صورهن في الحال" وأشار الخليف إلى أن إقبال الفتيات على حضور الدورات التي يقدمها محترفون تنامى في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ.