حمل خطاب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام مجلس الشورى في افتتاح أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة للمجلس، دلالات ومضامين هامة تعد بمثابة رؤى مستقبلية لرفاهية المواطن وتعزيز أمن المنطقة، ومواجهة تحدياتها. تعبير عن الوعي بالتحديات: جاء الخطاب شاملا جامعا مانعا، يحمل في مضامينه أهم القضايا الوطنية، والنهج التنموي الذي تتطلع إليه الدولة، وتسعى إلى تحقيقه في كل المجالات، جاء معبرا عن وعي القيادة بالتحديات التي تواجه المنطقة والأمتين العربية والإسلامية، ومؤكدا في ذات الوقت الدور المنتظر للمملكة في تنقية الأجواء العربية ونشر ثقافة السلام، كون أن الأمة العربية والإسلامية تعاني حاليا من تداعيات تتطلب التكاتف الجماعي لوحدة الصف والكلمة، لمواجهة أية تحديات. العناية بالمواطن: أهم هذه الدلالات، الاهتمام بالمواطن، وتوفير كل أشكال الدعم له ليسهم في تنمية الوطن والارتقاء به في المجالات كافة، ويأتي التأكيد على بناء الإنسان السعودي، كونه هدفا تنمويا ومحور اهتمام القيادة منذ تأسيس المملكة، وما إنشاء قطاعات الدولة لمختلف المشاريع التعليمية والصحية وغيرها في شتى المناطق والمحافظات، إلا تأكيد على الاهتمام بالمواطن وتوفير حاجاته ليظل دوما في رفاهية، ما جعل الخطاب يركز على النهج التنموي الذي تتطلع إليه الدولة لتحقيق تنمية شاملة ومتوازنة، تلبي حاجات المواطنين، وتحقق تطلعاتهم. تعزيز اللحمة الوطنية: من الدلالات الهامة في هذه الرؤية الاستثنائية، الإشارة إلى ما يتمتع به الشعب السعودي من لحمة وتعاضد ووحدة في الصف والكلمة، والتأكيد على التصدي لكل ما يهدد استقرار البلاد، فيما تشهد بلدان كثيرة زعزعة في أمنها واستقرارها. الدفاع عن قضايا الأمة: أهم مضامين رؤية الملك، ثبات المواقف السعودية تجاه مختلف القضايا الإقليمية والدولية، والتأكيد على المبادئ الثابتة لهذه البلاد، وتتمثل في كتاب الله وسنة رسوله، مع استمرار سياستها الخارجية، ملتزمة بمبادئها الثابتة والمواثيق الدولية للدفاع عن القضايا العربية والإسلامية، والعمل على وضع الحلول اللازمة لأية مشكلات تواجهها، واستمرار تقديم الدعم للقضية الفلسطينية، وإعادة الأمل للشعب اليمني، والسعي نحو توفير الأمن والاستقرار للشعب السوري. التحالف الإسلامي العسكري: رسم الملك في رؤيته الاستثنائية سياسة المملكة الداخلية والخارجية، ومواقفها المشرفة في مرحلة بالغة الحساسية سياسيا وأمنيا واقتصاديا على المستويين الإقليمي والعالمي، والحرص على التصدي للإرهاب بتشكيل تحالف إسلامي عسكري بقيادتها، لأداء واجبها تجاه الدول الإسلامية الشقيقة ونصرتها، ووضع حد للمتربصين بأمن العالم الإسلامي واستقراره. دعم الشباب: وتأتي دعوة الملك لرجال الأعمال إلى المساهمة في دعم المشاريع الوطنية، ليكونوا على مستوى أعلى مما هم عليه الآن، والإحساس بالمسؤولية تجاه خدمة الوطن من خلال منح الثقة لشبان وشابات الوطن لإثبات وجودهم بعد أن أبهروا الجميع في محافل عالمية.