بوفاة الزعيم التاريخي، وأحد أبرز قادة الثورة الجزائرية، «حسين آيت أحمد»، أمس، بجنيف، في سويسرا، حيث كان يقيم، إثر مرض عضال، تغيب أحد الشخصيات المهمة، التي شاركت في صناعة تاريخ الجزائر. وأشارت المصادر إلى أن «آيت أحمد» الذي يبلغ من العمر 89 عاما، سيدفن في مسقط رأسه بعين الحمام بتيزي أوزو، وتم نقله إلى سويسرا للعلاج قبل سنة بعد إصابته بعدة جلطات دماغية انسحب على إثرها من الحياة السياسية. يذكر أن «آيت أحمد» كان من وجوه الجبهة الوطنية للتحرير والمقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، حيث كان من بين الزعماء الخمسة الذين اختطفتهم فرنسا من طائرة متجهة من المغرب في الخمسينيات (بن بلة وبوضياف وأشرف وخيضر). وبعد الاستقلال كان من بين زعماء انتفاضة القبائل ضد الرئيس أحمد بن بلة، وأسس جبهة القوى الاشتراكية، ما جر عليه حكما بالإعدام لينفى إلى سويسرا في عهد بومدين من 1966 إلى 1989. مسيرة نضال بعمر 89 سنة، انتهت أمس، وكلفته منفى بعمر 23 سنة كاملة، لم تثنه عن إكمال مسيرة سياسية، في إطار جبهة القوى الاشتراكية، التي أوقف عجلة قيادته بها، في ديسمبر من عام 2012. نأى «آيت» بنفسه عن التراشق الذي شهدته الساحة الجزائرية، وفضل أن يقضي آخر أيامه، باحة للتنفس بسويسرا، حيث كان «آيت أحمد» يستشعر قرب الرحيل. رحل عملاق آخر، من حقيبة الثورة، مسجلا نضالاته في أنصع صفحات التاريخ، مثلما رحل سابقه محمد بوضياف وعبدالحميد مهري وأحمد بن بلة.