أحدثت شركة مقاولات حفرا عميقة في منطقة الأصفر البرية شرق مدينة العمران في الأحساء، تحولت إلى خنادق وأخاديد تبتلع كل من اقترب منها، خصوصا المتنزهين وعشاق البر وهواة التطعيس، الذين يتوافدون إلى المكان بكثافة من أنحاء المنطقة الشرقية ودول الخليج. واتهم الأهالي والمتنزهون الشركة المنفذة لمشروع الدائري الشرقي في الأحساء ب«التهاون بأرواح الناس»، مشيرين إلى أنها أحدثت تلك الأخاديد بغرض تجميع المياه السطحية للاستفادة منها في أعمال تمهيد الطريق، إلا أنها تركتها مكشوفة تصطاد العابرين، ولم تعمل على ردمها، أو تضع لوحات تحذيرية حولها. وبين عبدالحميد العبيدان أن الشركة حرمتهم من الاستمتاع بالطبيعة الخلابة التي اكتسبتها منطقة الأصفر بهطول الأمطار أخيرا، مشيرا إلى أن المكان الذي كان يغص بالمتنزهين من مدن الشرقية المختلفة ودول المجاورة، أصبح خاليا، بعد أن انتشرت الحفر والأخاديد فيه، مطالبا الجهات المختصة بمعاقبة الشركة التي اعتدت على أحد المقومات السياحية في الأحساء. وقال حسين العباد: «بدلا من أن تهتم الجهات المختصة بالمتنزه البري في الأصفر، وتتعهده بالرعاية، وتزوده بالخدمات، تركته للشركة تعبث فيه، فأحدثت تلك الحفر، وحدت من حركة الأهالي فيه، ونفروا منه، بعد أن كان موقع جذب سياحي»، لافتا إلى أن خطر تلك الأخاديد والخنادق لم يقتصر على تحولها إلى كمائن تتربص بالعابرين، بل أصبحت مستنقعات للمياه الراكدة، تصدر الروائح الكريهة والحشرات في الموقع، ولوثته بيئيا. وأضاف: «لم تكلف الشركة نفسها وتضع لوحات تحذيرية وحواجز حول تلك الحفر، لتنبه العابرين بالأخطار المحدقة بهم، فأضحت تلك الخنادق خطرا، يهدد العابرين»، مؤكدا أنه يشاهد باستمرار الناقلات تتزود من الأصفر بالرمال وتنشئ الحفر فيه. ورأى عبدالكريم السلطان أن الشركة المنفذة تجاهلت تعليمات أمانة الأحساء بمنع نهل الرمال من المناطق البرية، لأنها تحدث حواف حادة لتلك الطعوس قد تنهار تحت أقدام كل من يطأ عليها، مبينا أن تلك الشركات لا تأخذ بإجراءات السلامة لعمالها والمواطنين الذين يقصدون تلك المواقع. في المقابل، أكد مدير الدفاع المدني في الأحساء العميد وليد الشهاب أنهم يتابعون البلاغات التي ترد من المواطنين حول أي خطر يهددهم، مشيرا إلى أنهم يسيرون دوريات بين فترة وأخرى، إلى الأماكن التي تردهم بلاغات عنها، ويرصدون مكامن الخطر، ويسعون على إزالته، مع معاقبة المتسببين فيه. بينما، أنحت أمانة الأحساء باللائمة في انتشار الحفر في متنزه الأصفر، إلى وزارة النقل لأن الشركة تنفذ مشاريع لها، وهو الطريق الدائري الشرقي للأحساء.