نتفق ونختلف على كثير من الأسماء والمسميات في تاريخ الحركة الرياضية المعاصرة وممن كانت لهم بصمات، إلا أن الكل يصادق ويتفق على الحضور والكاريزما التي يحظى بها خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز عن غيره ممن شارك وساهم في مراحل تكوين وتطوير واحترافية الرياضة السعودية منذ ما يزيد عن أربعين عاما، ولهذا العصامي الصامت بصمات منها ما أنصف من خلال ما قدمه ومنها ما قيل إنه من آخرين ولم ينبس ببنت شفة، لإيمانه التام وحرصه على تطور الرياضة، وفي ذات الوقت يثق فيما يطرحه من أفكار ومقترحات تسعى في مجملها لخدمة وتطوير الرياضة بعيدا عن المناصب والمسميات التي لا يبحث عنها. وبرغم كل هذا العشق والحرص على تفوق وتميز الحركة الرياضية والتي كان لدور الأمير خالد بن عبدالله اليد الطولى، لم نر أو نسمع ولو لمجرد المحاولات، مبادرة من المؤسسات الرياضية الرسمية كانت أو الأهلية، بتكريم الرمز الأهلاوي الذي أفنى جل حياته لدعم الرياضة وكرة القدم وتطورها من باب رد الجميل والوفاء والعرفان لكل ما قدمه من جهود مضنية. وحينما جاء الإنصاف والتكريم من المجلس الأعلى لمجلس دول مجلس التعاون الخليجي مؤخرا، تعالت الأصوات مطالبة بتكريمه حفظا لماء الوجه، في الوقت الذي نكرر من خلاله أن الرمز الأهلاوي لا تعنيه المظاهر والرسميات بقدر ما يهمه تواجد وحضور الكرة السعودية بالتمثيل والظهور المشرف. بقي أن نقول لكل الأنقياء والمنصفين، بادروا من جانبكم واحتفوا وكرموا من يستحق التكريم والإنصاف، وهل هناك من يستحق الاحتفاء غير خالد؟. بالأمس تألق نجوم الأهلي وأبدعوا وأمتعوا كل من تابع لقاء الكلاسيكو الناري مع الهلال، ونثروا المتعة حتى تحقق لهم ما بحثوا عنه بفوز مؤزر وتصدر مستحق، وأكمل تفوقه بفوزه على الأربعة الكبار والوصول إلى ال44 مباراة بلا خسارة على مدى عامين متكاملين. بالأمس كانت كتيبة جروس تحاضر على المستطيل الأخضر بفكر راق أدهش المتابعين، وسطر لاعبوه ملحمة كروية أكدت السطوة الأهلاوية التي عنوانها نجوم النادي الملكي وكانت بمثابة الإهداء الخاص الذي قدمه لاعبو الأهلي ليتوجوا رمزهم بجائزة التميز الرياضي التي منحت من أعلى سلطة من المجلس الأعلى بدول مجلس التعاون الخليجي. بالأمس أعادوا نجوم الأهلي الماضي المجيد والحاضر الزاهر لفرقة الرعب التي أحبها الكبار وشغف به الصغار، وكأننا بهم يرسمون ويشكلون ملامح البطل القادم والمارد الآتي ليعيدوا التاريخ من جديد ويستعيدوا وهجه الذي غيبته السنين قسرا. حمى ليلة الجمعة أعادت للأذهان نثر الفرح وعزف ملوك الكرة، وكأننا بهم يعلنون أن مع هذه الليلة سيعود الفارس ممتطيا صهوة جواده باتجاه منصات التتويج وتحقيق المنجزات. ومع أفراحهم العارمة بفوزهم وتصدرهم لسلم الترتيب، عليهم إن أرادوا مواصلة المشوار والبقاء طويلا في مقدمة الركب، أن يوقفوا أفراحهم ويبدأوا بجدية لقادم المباريات بنفس النسق والاهتمام واحترام كل الفرق صغيرها قبل كبيرها، وإعطاء كل ذي حق قدره دون تهاون، فلقاء الرائد يتطلب التركيز والحرص، وما بعد الفوز أمام الهلال ونشوة الفرح يجب لزاما على لاعبي الفريق أن يعوا جيدا ما هو مطلوب منهم ليتحقق ما ينتظره مجانينهم منهم بالفوز في كل مباراة والتحضير النفسي والذهني والبدني والمعنوي، ففريق متكامل العناصر كالأهلي لا ينقصه شيء لكي يحقق البطولات ويعتلي منصات التتويج. أثبت السويسري جروس، أنه مدرب «داهية» واستطاع أن يقرأ المباراة جيدا ويتفوق على دونيس الهلال ويلقنه درسا لن ينساه، وكان بالأمس مع المسيليم والمقهوي وباخشوين نجوما تلألأت في سماء العاصمة ونالت كل الإشادات.