وصف خبراء يمنيون ل «عكاظ» عملية تحرير جزر حنيش بقطع الشريان الوحيد الذي يتغذى منه الانقلابيون في دعم ميليشياتهم التي ترتكب أبشع المجازر في مختلف المدن اليمنية، متوقعة بأن تشهد الأيام المقبلة عمليات عسكرية في مركز القيادة للمليشيات صعدة وصنعاء. وقال رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بمحافظة تعز رشاد الشرعبي: جزيرة حنيش كانت نقطة مهمة في وسط البحر بالنسبة لصالح والحوثي حيث تمثل مركز تهريب للسلاح، كما أنها قريبة من جزيرة المخاء، وهي خطوة مهمة جدا قبل مفاوضات جنيف المقرر عقدها منتصف الشهر الجاري، للتأكيد على أن السلطة التي تفاوض باتت تسيطر على الكثير من المناطق اليمنية وخاصة مع المعارك العنيفة في الجوف وتعز وبني ضبيان بصنعاء. وأضاف: «يتوجب الإسراع بالسيطرة على بقية الجزر وخاصة جزيرة كمران المطلة على البحر الأحمر والتي ستحد من تهريب السلاح»، مبينا أن المعارك في تعز كر وفر وهناك خسائر كبيرة في صفوف الحوثي كطرف مهاجم بالأرواح والمعدات. وأوضح أن الحوثيين حاولوا اختراق المقاومة في أكثر من جهة سواء محاولاتهم لاستعادة السيطرة على نجد قسيم أو معسكر الأعروس الاستراتيجي لكن المقاومة رغم امكانياتها الشحيحة تتصدى لتلك المحاولات ببسالة وتفشلها. بدوره أوضح رئيس المركز الإعلامي العسكري بتعز عبدالله الشرعبي أن نجاحات التحالف بالسيطرة على الجزر خطوة لتضييق الخناق على المليشيات الانقلابية التي تمول عناصرها عبر جزيرة حنيش وميناء المخاء، معتبرا أن السيطرة على كمران هي سيطرة فعلية على ميناء المخاء. وأشار إلى أن الحوثيين أصبحوا يتحركون في منطقة جغرافية صغيرة، مشددا على ضرورة السيطرة على جزيرة كمران والجزر الصغيرة بجانبها كخطوة لاستكمال السيطرة على المناطق الساحلية وصولا للحديدة ومنطقة الخوخة التي تشكل مركز انطلاق وتعزيز للمليشيات في تعز. في حين اعتبر العميد توفيق السامعي «ضابط في التوجيه المعنوي المؤيد للشرعية» أن تحرير الجيش اليمني لجزر حنيش الصغرى والكبرى عملية بتر لأوردة المليشيات الانقلابية التي تتغذى من خلالها، معتبرا أن حنيش كانت مركز إمداد لوجستي للمليشيات من الدول الداعمة لها، ناهيك عن أنها خطوة لتأمين الملاحة الدولية. وأوضح أن التحركات والنجاحات التي تتحقق في محافظة الجوف وحرص السلطة المحلية بمحافظة صنعاء على استغلال محاولات الحوثي لفتح جبهة في بني ضبيان بصنعاء هي خطوات إيجابية للوصول إلى مركز إدارة المليشيات الحوثية في صنعاء وإصابته بالشلل الكامل، كما أن نجاحات الجيش السعودي على الحدود مع صعدة وإجبار المليشيات على الفرار إلى جحورها هي خطوة للقضاء النهائي واجتثاث المليشيات بشكل نهائي بما يعزز بناء دولة النظام والقانون في المستقبل القريب. وأشار إلى أن المليشيات الحوثية أصبحت متيقنة أن نهايتها قريبة، مبينا أن عملية الكماشة بدأت تؤتي نجاحها، وتحركاتها في اليمن من جميع الاتجاهات بغية التضييق على المليشيات وإجبارها على الاستسلام للحلول السلمية وإنجاح محادثات جنيف2. وتطرق للوضع في تعز قائلا: «في تعز الجبهات مشتعلة وخاصة في منطقة الشريجة حيث تمكنت المقاومة من السيطرة على بعض الجبال في الشريجة والتقديم في حيفان، ولا تزال المقاومة تحقق نجاحات كبيرة على أشدها في الضباب والجبهة الغربية لتعز وهي الجبهة الأكثر سخونة في اليمن تليها الجوف، وكل هذه العمليات الناجحة بحاجة أيضا لقرار سياسي قوي داعم لا يلتفت للوراء».