من المقالات التي صدق في كل حرف مما كتبه عزيزي مشعل السديري يوم السبت 9/2/1437ه «بالشرق الأوسط» التي انتقل إليها لا لشيء حسب ما «وشوشني به»، وإنما توافقا مع مسيرته في الحياة التي تتلذذ بالتنقل وأنت كما تعرف يا عبدالله بن عمر: أن لذة الهوى في التنقل. هكذا قال أبو المشاعل بعظمة لسانه عندما سألته عن سر انتقاله من «عكاظ». ثم أضاف: أن عكاظ بكل من وما فيها من يومها الأول لتاريخه هي عشقي الأبدي.. سيما أني محب لكل من فيها بدءا من رئيس التحرير، ومحرريها وكتابها وكاتباتها، حتى حارس باب المؤسسة الذي «يفشخ» لي الباب حال رؤيته لسيارتي المتواضعة، فهم جميعا أكارم في تعاملهم، ولكن لا يخفى عليك يا أبو زهير – وخلي سيبويه – يزعل أو ينفلق أن «العشق سم قاتل»، وكم قتلت نفسي من أجل عشق فتحول إلى سراب!! قلت في مستهل الكلام: «إن أصدق كلام ما كتبه الأستاذ مشعل في مقالته التي نوهت عنها في السطور السابقة، ودليلي على ذلك قوله: وأنا بصراحة ما خلقت إلا لكي أكون طروبا لعوبا وفرحا ومتهكما وناقلا للوشايات». والواقع أنني طربت لهذا الصدق في التعبير «طروبا، ولعوبا، وفرحا» الشبيه بالعسل أو هو أحلى وألذ. والأهم قوله بعد ذكر مطالعته لكتاب «سيغموند فرويد» إنه أغلق الكتاب وأخذ يسأل نفسه سؤالا عسيرا – على حد قوله -: هل أنا أتمتع بعقل سليم يا ترى؟! وكيف يتأتى لي أن أعرف ذلك رغم أنني على يقين، أنني أحب، فمن هذه الناحية «خذوا ولد». فما أكثر ما أحببت من البشر – يا حليلك يا مشعل – والحيوانات والأشجار والثمار والأزهار والأنهار والجمادات. ويختم مقاله بهذه السطور التي لا تحتاج إلى تعليق: (فوق أحد مباني الحكومة الهندية ب (نيودلهي) كتبت العبارة التالية: «إن الحرية لن تهبط إلى الناس، بل يجب أن يرتفع الناس بأنفسهم إلى الحرية، وأنها لنعمة يجب على الإنسان أن يكسبها، قبل أن يتمتع بها». من السهل أن يفهم الحب من النظرة الأولى، ولكن العجيب والعجيب حقا أن تدوم تلك النظرة بين شخصين سنوات طويلة). وأنا أقولها بكل صراحة.. مرة على امتداد العمر حبيت – وبكل أسف – كان هو الحب الأول والأخير لأنه يعيش في الأعماق وليس على الهامش. السطر الأخير: من شعر عنترة: إذا لاح الجمال وضعت كفي على قلبي مخافة أن يذوبا رحمت قلوب من عشقوا جميعا ومن عرف الهوى رحم القلوبا