وصلتني برقية من امرأة شرقية تقول فيها إنها تعشق الحرية. فقلت لها هذا كلام يقال ويعاد منذ أن خلقت البشرية. الحرية يا ابنة عمي ليست (كعب عالي) و(نظارة شمسية)! أو «بنطلون جنز ضيق وبلوزة حريرية»! الحرية يا ابنة عمي ليست (طرحة) على الرأس أو قصة شعر وصبغة كستنائية! ولا سفر مع الشلّة والصحوبية! الحرية ليست ب(كلمة عربية وكلمتين إنجليزية). الحرية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية مفهومها أشمل وأوسع من هذه الأمور الشخصية.يا ابنة عمي، هناك فرق كبير بين الحرية والعبودية. العبد له سيد من جنسه يعليه ويدنيه. والحر له سيد واحد هو رب البرية. يا ابنة عمي، الحرية عرفناها مع قدوم سيد البشرية. يوم حرر فكرنا من العصبية والهمجية. ويوم عرّفنا بأساليب الحياة العصرية. وعلمنا الأصول والمبادئ الاجتماعية. وعرّفنا على الحياة المدنية الديموقراطية. وعرفنا على الحوارات والشؤون البرلمانية وأعطى المرأة حقها كاملا على الرغم من أنف أهل الجاهلية. يا ابنة عمي، أنا شرقي ومن سكان الشرقية لكني عصيب الرأس وفي وسطي (الجنبية)، أحمي بنات العم وأفدي السعودية. وأخاف من التغريب والهجمات الإمبريالية والليبرالية. اسمعي، يا ابنة عمي، وكوني في كل الأمور جديّة، وإذا سألتك فأجيبيني بمصداقية. اليوم صعب أن يُفرض على أحد فهماً أو سلوكاً أو عادات اجتماعية، القرار بيدك وأنتِ على محك العرف والمبادئ الشرعية، ورزقك سيصلك لو اجتمعت عليك كل البشرية. أنا أحب أن أمدح الرجل ذا النزعة (الغيورية)، الذي يذب عن عرضه ومبادئه الدينية، وهذا هو (الذيب) في اللهجة السعودية. لذلك يا ابنة عمي، (خلك وراء الذيب) والتعاليم الشرعية، ولا تلتفتي لنباح الكلاب الهمجية. أنا أعرف أنك امرأة قبلية تعشقين الحرية، ولكن بالنظرة الشمولية. وأنا قبلي كذلك ولكن أكره العنصرية والعصبية. ولا فرق عندي بين نجدية أو حجازية أو شمالية أو جنوبية، لكن الهوى «دايم» مع الشرقية. لا تفهموني خطأ يا بنات السعودية، «ترى نظرتي فيكم نظرة جنونية»، وأحب أنصح بصدق نية وشفافية!