لم يكن العم عبدالله بن عبدالرحمن المهنا حارس الابتدائية 373 بالرياض، يبحث عن الشهرة أو الظهور على شاشات القنوات، وتتناقل سيرته وسائل التواصل الاجتماعي، فمنذ ثلاث سنوات دأب على أن يؤدي عمله ويستهله باستقبال الطالبات في كل صباح ومرافقتهن من الحافلات وسيارات أولياء أمورهن حتى يطمئن على دخولهن للمدرسة، ولا يتوقف عمله حتى مغادرة آخر طالبة. «عكاظ» التقت أمس الحارس المهنا البالغ من العمر 55 عاما، وهو أب لخمسة أبناء، خلال تكريمه من قبل إدارة المدرسة وعدد من أولياء أمور الطالبات، حيث أفاد بأنه يعمل في هذه المهنة منذ ثلاث سنوات ولم يسبق له العمل المدني أو العسكري في أي قطاع، مؤكدا أنه يسعد بسماع كلمة «بابا عبدالله وعم عبدالله» من الصغيرات في كل صباح. وأضاف المهنا الذي سبق له التكريم من إدارة مدرسته أربع مرات بشهادات شكر ودروع ومبالغ مالية أن التفاعل الكبير الذي وجده من المجتمع ومؤسساته ليس بمستغرب على وطن الخير والمحبة، مطالبا بأهمية إعادة النظر في وضع حراس المدارس لضعف رواتبهم والتي لا تتجاوز 3500 ريال. من جانبه، عبر مهنا عبدالله المهنا ابن الحارس الأمين عن شكره لكافة مؤسسات المجتمع ورجاله ولأسرة المدرسة 373 ولوزير التعليم وأولياء الطالبات على ما حظي به والدهم من تكريم وقال إننا نفخر بما يقوم به والدنا من إخلاص وصدق في العمل. وكان مدير عام التعليم بمنطقة الرياض محمد بن عبدالله المرشد، كرم أمس، حارس مدرسة 373 الابتدائية بحي اشبيلية عبدالله بن عبدالرحمن آل مهنا، نظير تفانيه في عمله وحرصه على سلامة طالبات المدرسة، بحضور مساعده للخدمات المساندة فهد الصقيه ومدير الإعلام التربوي علي الغامدي. من جهته، قدم آل مهنا شكره وتقديره لوزير التعليم الدكتور عزام الدخيل ولمدير عام تعليم الرياض محمد المرشد ولمديرة مكتب التعليم بالنهضة فوزية العطار ولجميع منسوبات المدرسة 373 وعلى رأسهم مديرة المدرسة ثنوى السبيعي وللجهات المختلفة والمواطنين على تكريمهم له أمس، مؤكدا أن ذلك غير مستغرب على أبناء وبنات هذا البلد المعطاء.