لؤي هشام ناظر في والده لؤي ناظر مع والده في إحدى المناسبات. «أنا يتيم...» أين أنت عني يا «أبا لؤي»؟ أين ذهبت من دوني يا «أبا لؤي»؟ خمسون عاما وأنا معك وأنت معي... خمسون عاما وأنت ظلي ومأواي... أين أنت عني اليوم؟ أنا يتيم... لم أعرف حبا كما حبك لي... لم أعرف شوقا كما اشتياقي لرؤيتك... لم أعرف صديقا كما كنت لي... تعودت أن أقف خلفك مبتسما فخورا ومحتميا بك... تعودت أن أقبّل يدك ورأسك طالبا رضاك... فبه أنال رضا ربي... تعودت أن أحمد ربي أنك أبي... أين أنت عني اليوم؟ أنا يتيم... أسمعهم ينادونك :«أبا لؤي»... فأسعد! ولا تكتمل سعادتي حتى ينادونني: يا «أبا هشام»... أشهد أن كل خصلة حسنة في خلقي وسلوكي فهي منك... وأشهد أن كل خصلة سيئة لدي فهي مني... لم أرَ إنسانا مثلك... لم أشهد عفة مثل عفتك... لم أعرف شهامة مثل شهامتك... لم أسمع صدقا مثل صدقك... ولكن أين أنت عني اليوم؟ أنا يتيم... استقبلك الملوك والأمراء... انهالت عليك المناصب والألقاب... ازدان صدرك بالأوسمة والنياشين... صاحبت العلماء والمثقفين... ولكنك أولا وأخيرا كنت أبي... كنت تأخذني معك... كنت تلقنني الحياة... كنت تعلمني الرجولة... كنت وكنت وكنت... أين أنت عني اليوم؟ أنا يتيم.. حملك الناس الأمس بدعواتهم إلى جوار ربك... أنت اليوم بين يدي الله... أنت اليوم مع أحبائك محيي الدين، ويوسف، وعبدالفتاح... لا أقول وداعا يا أبي... لا أقول وداعا يا حبيبي... ولكن أقول إلى لقاء... في القريب القريب إن شاء الله... ولكن إلى ذلك الحين... أنا يتيم...