وعد قادة مجموعة 20 في البيان الختامي لقمتهم التي أنهت أعمالها أمس في أنطاليا التركية، بتشديد السيطرة على الحدود وزيادة تبادل معلومات المخابرات، والتضييق على تمويل الإرهابيين، إلى جانب تعزيز أمن الطيران في أنحاء العالم. ودان القادة في بيانهم بأشد العبارات الهجمات الإرهابية البشعة التي ضربت باريس يوم الجمعة، وأنقرة في 10 أكتوبر الماضي، واصفين إياها بإهانة غير مقبولة للبشرية جمعاء. وأكد البيان على التضامن والعزم في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وأينما كان، وتعهد المشاركون في القمة بمواصلة اتخاذ إجراءات إضافية لمكافحة تمويل الإرهاب، وشدد القادة على أن الإرهاب لا يمكن ولا ينبغي أن يرتبط بأي دين أو أمة أو حضارة أو جماعة عرقية. واعترف البيان بزيادة انتشار المنظمات الإرهابية على مستوى العالم، مشيرين إلى أن الأعمال الإرهابية تقوض التدابير الرامية إلى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتهدد الجهود الجارية لتعزيز الاقتصاد العالمي وتحقيق التنمية المستدامة. ودعا قادة الدول والحكومات المشاركة في القمة، في البيان الختامي، جميع البلدان إلى المساهمة في إدارة أزمة المهاجرين. وقال البيان، «ندعو جميع الدول الى المساهمة في معالجة هذه الأزمة ومشاركة العبء الناجم عنها وخصوصا عبر إعادة توطين اللاجئين وحق الدخول الانساني والمساعدات الانسانية». وتابع، «تشكل أهمية أزمة اللاجئين الحالية مصدر قلق عالمي، يجب أن تكون هناك استجابة منسقة وشاملة لمعالجة هذه الأزمة وعواقبها على المدى الطويل». وأضاف «ندعو جميع الدول، في حدود امكانياتها، لتعزيز المساعدة التي تقدمها إلى المنظمات الدولية من أجل زيادة قدرتها على مساعدة البلدان المعنية بالاستجابة لهذه الأزمة». ويدعو البيان خصوصا الدول الأعضاء في المجموعة الى تعزيز التعاون للحد من حرية تنقل الإرهابيين، والتصدي لدعايتهم على الانترنت وتشديد الملاحقات لمصادر تمويل الارهابيين. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، في مؤتمر صحفي «الهجمات المروعة في باريس مساء الجمعة بعد وقت قصير من كارثة طائرة الركاب الروسية وبعد تفجيرات أنقرة وهجمات تونس ولبنان تؤكد الخطر الذي نواجهه»، وأضاف «اتفقنا على اتخاذ خطوات مهمة أخرى لقطع التمويل الذي يعتمد عليه الإرهابيون ومواجهة الفكر المتطرف للدعاية الإرهابية وتوفير حماية أفضل لنا من خطر المقاتلين الأجانب من خلال تبادل المعلومات ومنعهم من السفر». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «اتفقنا على أن التصدي لهذا التحدي يجب ألا يكون عسكريا فحسب وإنما بالعديد من الإجراءات»، وأضافت «هذه الإجراءات تتضمن التعاون بين أجهزة المخابرات ومراقبة الاتصالات على الانترنت». يأتي ذلك فيما يواجه الاتحاد الاوروبي منذ أشهر تدفقا للاجئين، خصوصا من سوريا ويجري مفاوضات مع تركيا التي تستقبل 2,2 مليون من السوريين والدول المجاورة لسوريا لابقاء اللاجئين في اراضيها مقابل الدعم المالي. وقد وصل اكثر من 800 ألف مهاجر معظمهم من أفريقيا والشرق الأوسط إلى أوروبا عن طريق البحر منذ بداية العام الحالي انطلق معظمهم من تركيا. وأكدت مجموعة العشرين، أمس أن تزايد الإرهاب يقوض السلام والأمن الدوليين ويعرض للخطر جهود تعزيز الاقتصاد العالمي. وأضاف زعماء المجموعة التي تضم أكبر 20 اقتصادا في العالم، إنه يجب عدم ربط الإرهاب بأي دين أو جنسية أو عرق، وبينت المجموعة في البيان إنها ستعمل معا من أجل كبح ومنع الأعمال الإرهابية وقطع التمويل عمن يرتكبونها. وتعهد زعماء المجموعة أيضا بتبادل المعلومات بشأن العمليات، وتشديد السيطرة على الحدود فضلا عن تعزيز أمن الطيران في أنحاء العالم.