جسدت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمام المشاركين في قمة العشرين، أبرز المخاطر التي تواجه العالم وتهدد السلم والأمن وتعيق الجهود في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي واستدامته، وشخصت كلمته جهود المملكة في محاربة الإرهاب بكل صرامة وحزم والتصدي لمنطلقاته الفكرية خاصة تلك التي تتخذ من تعاليم الإسلام مبررا لها، والإسلام منها بريء ولا يخفى على كل منصف أن الوسطية والسماحة هي منهج الإسلام، ونتعاون بكل قوة مع المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب أمنيا وفكريا وقانونيا، وقد اقترحت المملكة إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة وتبرعت له بمئة وعشرة ملايين دولار ودعت الدول الأخرى للإسهام فيه ودعمه لجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب. وأكدت كلمة خادم الحرمين الشريفين على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لاجتثاث آفة الإرهاب الخطيرة وتخليص العالم من شرورها، كون الإرهاب يهدد أمن واستقرار الشعوب في كافة أنحاء العالم، مبينا أن الحرب على الإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي بأسره وهو داء عالمي لا جنسية له ولا دين وتجب محاربته ومحاربة تمويله وتقوية التعاون الدولي في ذلك. ولأن القضية الفلسطينية تشغل فكر ووجدان خادم الحرمين الشريفين، طالب المجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف عمليات تهويد القدس ومواصلة الجهود لإحلال سلام شامل وعادل يضمن الحقوق للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف حازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني وانتهاك حرمة المسجد الأقصى. ونبه في كلمته الشاملة إلى معاناة الشعب السوري وجهود المملكة في التخفيف عنهم والوقوف مع الأشقاء الذين يواجهون الدمار والقتل والتهجير، وضرورة إيجاد حل سلمي يؤمن حياتهم في بلدهم بعيدا عن آلة الحرب، وكذلك إيجاد حل سياسي للقضية اليمنية وفق قرار مجلس الأمن.