دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز المجتمع الدولي إلى ضرورة مضاعفة جهوده لاجتثاث آفة الإرهاب، وتخليص العالم من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميين، معتبرا إياها عائقا أمام جهود الدول لتعزيز النمو الاقتصادي العالمي واستدامته. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته أثناء اجتماع قادة دول مجموعة العشرين التي اختتمت قمتها أمس، إن الحرب على الإرهاب مسؤولية المجتمع الدولي بأسره، وهو داء عالمي لا جنسية له ولا دين، وتجب محاربته ومحاربة تمويله، وتقوية التعاون الدولي في ذلك، لافتا إلى أن المملكة عانت من الإرهاب، وحرصت ولا زالت على محاربته بكل صرامة وحزم، والتصدي لمنطلقاته الفكرية. ربط خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عدم الاستقرار السياسي والأمني بإعاقة الجهود المبذولة في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي، مؤكدا على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي للتصدي للأزمات التي تحيط بالعالم، ومن بينها آفة الإرهاب، واصفا إياها بالآفة الخطيرة التي تستدعي تحمل المجتمع الدولي بأسره مسؤولية تخليص العالم منها. وقال خادم الحرمين الشريفين في كلمته خلال رئاسته لوفد المملكة في قمة قادة دول مجموعة العشرين أمس: "إنه لمن المؤسف أن لا يشاركنا اليوم فخامة الرئيس الصديق فرانسوا هولاند بسبب الأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة التي وقعت في باريس. وإننا إذ نقدم تعازينا لأسر الضحايا وللشعب الفرنسي لنشجب وندين بقوة هذه الأعمال الإجرامية البشعة التي لا يقرها دين والإسلام منها براء. ونؤكد على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالمِ من شرورها التي تهدد السلم والأمن العالميين وتعيق جهودنا في تعزيز النمو الاقتصادي العالميِ واستدامته فالحرب على الإرهاب مسؤولية المجتمعِ الدوليِ بأسره وهو داء عالمي لا جنسية له ولا دين وتجب محاربته ومحاربة تمويله وتقوية التعاون الدوليِ في ذلك". معالجة الأزمات اعتبر خادم الحرمين الشريفين أن عدم الاستقرار السياسي والأمني معيق لجهود دول المجموعة في تعزيز النمو الاقتصادي العالمي. وقال: "للأسف تعاني منطقتنا من العديد من الأزمات، ومن أبرزها القضية الفلسطينية والتي يتعين على المجتمع الدولي مواصلة جهوده لإحلال سلام شامل وعادل يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ويجب أن يكون للمجتمع الدولي موقف حازم تجاه الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الشعب الفلسطيني وانتهاك حرمة المسجد الأقصى. أما بالنسبة للأزمة السورية وما نتج عنها من تدمير وقتل وتهجير للشعب السوري الشقيق فعلى المجتمع الدولي العمل على إيجاد حل عاجل لها وفقا لمقررات جنيف". التصدي للإرهاب لفت خادم الحرمين الشريفين إلى أن المملكة عانت من الإرهاب، وحرصت على محاربته وما زالت تحاربه بكل صرامة وحزم، والتصدي لمنطلقاته الفكرية خاصة تلك التي تتخذ من تعاليم الإسلام مبررا لها، والإسلام منها بريء، مضيفا: "ولا يخفى على كل منصف أن الوسطية والسماحة هي منهج الإسلام ونتعاون بكل قوة مع المجتمع الدولي لمواجهة ظاهرة الإرهاب أمنيا وفكريا وقانونيا، واقترحت المملكة إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة وتبرعت له بمئة وعشرة ملايين دولار وندعو الدول الأخرى للإسهام فيه ودعمه لجعله مركزا دوليا لتبادل المعلومات وأبحاث الإرهاب". حلول سياسية أشار خادم الحرمين الشريفين إلى أنه فيما يتعلق بالوضع في اليمن فإن المملكة ودول التحالف حريصة على إيجاد حل سياسي وفق قرار مجلس الأمن رقم "2216" كما أنها حريصة على توفير كل المساعدات والإغاثة الإنسانية للشعب اليمني الشقيق، مضيفا: "إننا أمام فرصة مواتية للتعاون وحشد المبادرات للتوصل إلى حلول عالمية حقيقية للتحديات الملحة التي تواجهنا سواء في مكافحة الإرهاب أو مشكلة اللاجئين أو في تعزيز الثقة في الاقتصاد العالمي ونموه واستدامته ونحن على ثقة من خلال التعاون بيننا في أننا نستطيع تحقيق ذلك". مشكلة اللاجئين فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين السوريين، قال خادم الحرمين الشريفين إنه لا يخفى على الجميع أنها نتاج لمشكلة إقليمية ودولية هي الأزمة السورية ونثمن الجهود الدولية وخاصة جهود دول الجوار والدول الأخرى في تخفيف آلام المهاجرين السوريين ومعاناتهم، ومن المؤكد أن معالجة المشكلة جذريا تتطلب إيجاد حل سلمي للأزمة السورية والوقوف مع حق الشعب السوري في العيش الكريم في وطنه فمعاناة هذا الشعب تتفاقم بتراخي المجتمع الدولي لإيجاد هذا الحل. وقد أسهمنا في دعم الجهود الدولية لتخفيف معاناة الأشقاء السوريين، كما عاملنا الأخوة السوريين في المملكة بما يفوق ما نصت عليه الأنظمة الدولية المتعلقة بحقوق اللاجئين والمهاجرين والمغتربين.