انتشرت في الآونة الأخيرة أخبار عن مجموعة وأفراد أقدموا على اختراق مواقع إلكترونية حكومية ويتصفون هذه المرة بنوايا حسنة وبريئة لغرض التنبيه عن ضعف الحماية وما إلى ذلك. وبشكل موجز، يصنف المخترق الإلكتروني بشكل عام إلى ثلاثة مجموعات. أولا مخترق ذو قبعة سوداء وهو صاحب النوايا الشريرة ويقوم بعمليات القرصنة لسرقة البيانات أو تعديلها أو حتى نشرها، ودافعهم فيها بالغالب يكون لعوائد مالية أو شخصية أو للتعبير عن احتجاج، وهذا بطبيعة الحال جريمة لا شك في ذلك. ثانيا مخترق ذو قبعة بيضاء وهو على طرف النقيض من المجموعة السابقة ويطلق عليهم كذلك المخترقون الأخلاقيون، يتسم أعضاء هذه المجموعة بالأهداف النبيلة والأهم من ذلك هو حصولهم على التصريح المناسب من ملاك هذه الأنظمة والمواقع الإلكترونية وبعد ذلك يقومون بعمليات الهجوم والاختراق لغرض البحث عن الثغرات الأمنية ومواقع الخلل والرفع بها للإدارة المختصة وهذا غالبا ما يكون بمقابل مادي. ومثل كثير من شؤون الحياة فليس كل شيء يمكن تصنيفه إلى أبيض أو أسود. لذا وجد النوع الثالث من المخترقين وهم أصحاب القبعة الرمادية. حيث يمارسون هجماتهم الإلكترونية لأغراض الخير وبنوايا حسنة ولكن دون حصولهم على تصريح من ملاك هذه الأنظمة وهذا قد يقود لضرر أكبر لغياب التنسيق بينهم. وحيث إن هذه الأنظمة والمواقع الإلكترونية تعتبر من ممتلكات الغير فلا يجوز الدخول عليها أو اقتحامها إلا بإذن أصحابها أو بقرار من سلطة مختصة حسب نظام الإجراءات الجزائية بشكل عام ونظام مكافحة الجرائم الإلكترونية بشكل خاص ولا يؤثر الدافع لهذا العمل سواء كان لغرض شريف أو وضيع على قيام المسؤولية الجنائية. وفي حادثة مقاربة لأحد طلاب جامعة هارفرد «أرين خانا» أثناء عمله التطبيقي في فيسبوك اكتفوا بطرده بعد تمكنه من استغلال ثغرة في فيسبوك تمكنه من تحديد مواقع أصدقائه على الفيسبوك جغرافيا، رغم أنه أبلغ فيسبوك فور نجاحه باستغلال هذه الثغرة. ختاما لنساعد شبابنا على خلع قبعاتهم الرمادية أولا ثم استبدالها بقبعات بيضاء فنحن في حاجتهم. *أكاديمي ومختص في تقنية المعلومات