أحسنت الشركة السعودية للتحكم التقني المشغلة لنظام ساهر الجديد بتغيير مسماه إلى نظام السلامة المرورية المتطور، لقطع الصلة ولو اسميا بينه وبين النسخة القديمة سيئة السمعة لدى الكثيرين. وكانت صحيفة عكاظ قد نقلت عن مصدر مطلع الأسبوع الماضي أن التنظيم الجديد يرفض بشكل قاطع بعض الأساليب الخاطئة التي كان يقوم بها النظام سابقا ومنها إخفاء الكاميرات خلف الكباري والجسور ووسط الأشجار وغيرها. لكن ما مصير من رصدته كاميرا ساهر المخبأة ؟هل ستسقط الشركة المشغلة الجديدة عنه تلك المخالفات بأثر رجعي؟ وعلى أي حال فساهر القديم استطاع أن يفرض نفسه كموضوع للنقاش في المجالس ولدى مختلف الشرائح العمرية التي لم تجد بدا من الفضفضة حينا و«الولولة» حينا آخر من عين ساهر التي لا يرف لها جفن. فهو يحصي على سيارتك خطواتها ويرمقها بعين الريبة دوما ولا يغفر لها زلة لكنه لم يفلح كما يرى البعض في خلق وعي مروري يتجاوز مسألة الجباية. إذ يكتفي غالبا بلوحة صفراء فاقعة تسوء السائقين يضعها قبل الكاميرا الراصدة ببضعة أمتار هذا في أحسن الأحوال وإلا فإن كثيرا من السائقين يتفاجؤون بوجود كاميرا ساهر المتنقلة أو الثابتة دون وجود لوحات تحذيرية قبلها. لكن في المقابل ومهما انتقدنا آلية تطبيق ساهر إلا أننا نقر بدوره في ضبط الانفلات المروري الذي بات سمة ظاهرة بشوارعنا، بيد أن هذا الدور يجب أن يتعدى التلويح الدائم بالفلاش المستنزف لجيوب السائقين إلى خلق وعي مروري جديد يتجاوز مرحلة الخوف من العقاب، وهذا ما نرجو أن يقوم به ساهر الجديد. لاحظت كما لاحظ غيري إلغاء العد التنازلي للضوء الأحمر عند تركيب كاميرات ساهر في الإشارات وأنا أتساءل هنا ببراءة لماذا ؟ أليس من الأفضل أن يعرف السائق كم من الوقت تبقى لتضيء الإشارة باللون الأحمر؟ وأيا تكن الانتقادات الموجهة إلى ساهر إلا أن إحصاءات الإدارة العامة للمرور تؤكد أنه ساهم في التقليل من الحوادث المرورية المميتة، إذ بلغ إجمالي أعداد المتوفين جراء الحوادث المرورية 1422 وفاة خلال عام 1434 ه، بينما بلغت 1056 وفاة عام 1435 ه وهذا الانخفاض وإن كان غير كبير إلا أنه يعطي مؤشرا على أن ساهر يمثل واحدا من أهم عوامل الضبط المروري في المملكة.