في وقت أكد ل«عكاظ» الدكتور محمد بن شديد العوفي أمين مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، أن المشكلة القائمة في تأخر رواتب العمال تعود إلى الشركة المشغلة، مشددا على عدم علاقة الأمانة بالقضية، اعتبر عدد من العاملين أزمتهم الحالية مع الشركة المشغلة ليست سوى بعض من المعاناة التي يعيشونها منذ سنوات، وأثرت على الأداء والإنتاجية والجودة. وبينوا ل«عكاظ» أن الأزمات متلاحقة، إلى الدرجة التي باتت بيئة العمل طاردة للموظفين، الذين يعتبرون الشركة غير قادرة على التشغيل حسب قولهم. وفيما لم يتسن حصول «عكاظ» على رد من الجهة الأخرى ممثلة في الشركة، للدفاع عن نفسها أمام اتهامات العمال، بين العمال أن إجمالي عددهم يصل إلى 1400 موظف، منهم 1086 موظفا سعوديا بنسبة 72%، وأنه لا حل لحسم الإشكاليات إلا بتحويلهم إلى التشغيل الذاتي للمجمع والذي يتبع لوزارة الشؤون الإسلامية، بدلا من البقاء مع الشركة التي بدأت في تأخير الرواتب منذ عدة سنوات، وتفاقم الأمر منذ 10 شهور، ليصل معدل التأخير من 3-15 يوما، مما أجبرهم على التوقف عن العمل لثلاث مرات سابقة. وزعموا أن الشركة تمارس معهم التعسف في العمل سواء في حسومات التأخير، بواقع حسم 20% من اليوم للتأخر دقيقة واحدة، وعدم السماح لهم بالاستراحة خلال ساعات العمل أو جلب أبنائهم من المدارس، أو حتى وجود هيكلة للترقيات، مما أجبر 100 موظف للاستقالة، وتم طرد 25 موظفا منذ العام الماضي. وادعى الموظفون (الذين فضلوا الاحتفاظ بأسمائهم) أن هذه الأجواء تسيطر على بيئة العمل، وجودة الإنتاج، وهو أمر لا يتناسب مع أهمية العمل الذي يقومون به، خاصة أنهم يتعرضون لضغوط يومية وهم ينتجون 75 ألف مصحفا يوميا، حيث يعاقبون في أي خطأ إنتاج، وقد تصل العقوبة للفصل النهائي. وطالب الموظفون بتدخل وزارتي الشؤون الإسلامية المشرفة على المجمع، والعمل بصفتها مسؤولة عن توظيف السعوديين.