اختار الأتراك أمس التصويت لمصلحة استقرار البلاد، ومنحوا حزب الرئيس رجب طيب اردوغان، الغالبية المطلقة التي كان خسرها قبل خمسة اشهر، وأظهرت نتائج شبه نهائية للانتخابات البرلمانية، تحقيق «العدالة والتنمية» فوزا كبيرا بحصوله على الأكثرية البرلمانية، ما يمكنه من تشكيل حكومة بمفرده. وأفادت وكالة أنباء «أناضول»، أنه بعد فرز نحو 97% من الأصوات، حصل «العدالة والتنمية» على نحو 50% ما يؤمن له 316 مقعدا من اصل 550 في البرلمان، حزب الشعب الجمهوري 25%، حزب الحركة القومية اليميني نحو 12%، وحزب الشعوب الديمقراطي أكثر من 10%، وبلغت نسبة الإقبال بين الناخبين 87.2%. وفي أول تعليق له قال رئيس حزب «العدالة والتنمية» رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، هذا النصر نصر لأمتنا لا نصرنا، هو يوم النصر، ولكنه يوم التواضع. وكشفت النتائج عن تراجع واضح لبقية أحزاب المعارضة، وفيما حافظ الشعب الجمهوري على نتائجه المعهودة، تراجعت الحركة القومية بأكثر من 4 نقاط، كما تراجع حزب الشعوب الديمقراطي (ذي الغالبية الكردية) وحصل على 10.3%، بانخفاض 3 نقاط عما حققه في الانتخابات السابقة. وتعتبر نتائج هذه الانتخابات رسالة واضحة من الناخبين الأتراك بأنهم لا يريدون العودة إلى فترة الحكومات الائتلافية، بل يفضلون حكومة الحزب الوحيد، كما أنها تعتبر عقابا واضحا من قبل الناخبين لقيادات المعارضة ممثلة بالشعب الجمهوري والحركة القومية والشعوب الديمقراطي. واعتبر المحلل سونير كاغابتاي من «واشنطن اينستيتيوت»، ان الذي ساعد في فوز اردوغان هو الخوف من زعزعة الاستقرار في تركيا، اضافة الى استراتيجيته التي قدم نفسه فيها على انه الرجل القوي القادر على ضمان الحماية. وقال اردوغان أمس خلال ادلائه بصوته «هذه الانتخابات كانت ضرورية بسبب النتيجة غير الواضحة لانتخابات السابع من يونيو، كما ان الاستقرار مهم لبلادنا». ومنذ انتخابات السابع من يونيو الماضي ازداد الوضع السياسي توترا في تركيا. ورأى النائب السابق في حزب الشعوب الديموقراطي ايكان اردمير، ان عنف حزب العمال الكردستاني منح اردوغان النصر. وقال زعيم حزب الشعوب الديموقراطي صلاح الدين دميرتاش لدى اقتراعه «آمل بأن تعزز نتائج الانتخابات أمل السلام»، مؤكدا أن تركيا بأمس الحاجة اليه.