تتطلب المواقع الأثرية ذات التاريخ العريق في مكةالمكرمة وجود متخصصين يشرفون عليها من مختلف النواحي الدينية والسياحية والاجتماعية لاسيما وأنها تعتبر مقصدا للعديد من الحجاج والمعتمرين الذين ينطلقون في حافلات مخصصة لزيارتها. إلا أن زيارات المواقع التاريخية لا تخلو من المخالفات الشرعية والمحظورة التي يقع فيها الزوار بغير قصد أو جراء جهلهم الفعل الصحيح. وفي هذا الاطار يقول أستاذ الحضارات الإسلامية بجامعة أم القرى والمختص في التاريخ المكي الدكتور فواز بن علي الدهاس «إن زيارات المعتمرين والحجاج للمواقع التاريخية في مكةالمكرمة أمر واقع لابد منه ولا يصح أن يترك الحبل على الغارب كما يقال ويذهب الحجاج إلى هذه المواقع التاريخية المنتشرة في مكةالمكرمة دون ضابط أو موجه أو مرشد سياحي معتمد»، مشيرا إلى أنه يتلقفهم عند هذه المواقع من لا علم له ولا فقه أو خلفية تاريخية ودينية مما قد يوقعهم في معلومات مغلوطة. وأضاف: يفترش بعض الوافدين المتخلفين بعض المواقع التاريخية مثل جبل الرحمة في عرفات مما جعل الحجاج يعبثون بالشاخص من خلال الكتابات ووضع استراحات بدائية في جبلي النور وثور، مشددا على أهمية وجود ربط وتنظيم من خلال مؤسسات الطوافة والجهات المعنية مثل وزارة الحج وأمانة العاصمة المقدسة وهيئة السياحة لتنظيم هذه الزيارات مع تعبيد الطرق وتسهيل وصول الحجاج إلى هذه المواقع. وذكر عضو اللجنة السياحية في الغرفة التجارية بمكةالمكرمة وعضو لجنة التراث والشعر الشعبي وعضو لجنة أصدقاء المجلس البلدي بأمانة العاصمة المقدسة عبدالله محمد سعيد الذويبي بأن مكةالمكرمة تشهد يوميا انطلاقة أكثر من 800 حافلة محملة بالحجاج لزيارة المواقع ناهيك عن سيارة الأجرة والسيارات الخاصة والباصات الصغيرة وتسمي تلك الجولات (مزارات). وأضاف: يتعين استحداث مكاتب جديدة داخل فروع الهيئة العامة للسياحة والآثار في مكة والمدينة وتسيير دوريات تابعة لهيئة السياحة على المواقع التاريخية تقوم من خلال عملها بمراقبة المركبات والوفود السياحية وتغريم سائق المركبة بغرامة مالية تحددها الهيئة عند ثبوت عدم وجود مرشد سياحي مرخص وكذلك تغريم صاحب الحملة مع تمركز دورية السياحة في الأماكن المزارة. وطالب بفرض عقوبات في حالة تكرار المخالفة كحجز المركبة وإيقاع غرامة مالية يعود ريعها على هيئة السياحة، مشيرا إلى أن ذلك يحد من ظاهرة التطفل على مهنة المرشد السياحي ويضمن تنظيم الحركة السياحية ويحد من نقل المعلومات السياحية المغلوطة ويضمن للمرشد السياحي عملا شريفا ودخلا جيدا يستطيع من خلاله سد التزاماته. من جهتها أكدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف أنها تقوم بمنع المخالفات العقدية والسلوكية والأخطاء التعبدية في المشاعر المقدسة ومكةالمكرمة والمدينة المنورة مع نشر للوعي والدلالة على الصفة الشرعية لأعمال الحج بأسلوب حكيم وعلم وبصيرة وإلحاق الأعضاء والمترجمين المشاركين بدورات تدريبية مكثفة في كيفية التعامل مع ضيوف الرحمن ومعالجة الأخطاء التي قد تصدر منهم بكل إتقان وإبداع.