انتقد المشرف العام على إدارة المتاحف بجامعة أم القرى وأستاذ التاريخ والحضارات الإسلامية والمتخصص في التاريخ المكي الدكتور فواز بن علي الدهاس غياب الثقافة السياحية في المملكة على المستويين الرسمي والشعبي . وقال الدكتور الدهاس ل «المدينة» عقب الرحلة السياحية التي أقامها المرشدون السياحيون التابعين للهيئة العامة للسياحة والآثار بمكةالمكرمة صباح يوم أمس الخميس للمواقع التاريخية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة: إن غياب الإرشاد الأكاديمي في مكةالمكرمة هو الذي يثير البلبلة في الإرشاد السياحي للحجاج والمعتمرين مشيرًا إلى أن الجميع يشتكي من وجود شركيات أو بديعات أو ما يخالف العقيدة الإسلامية الصحيحة والشرع نتيجة لغياب الإرشاد السياحي. وأضاف: سبق وأن طالبت بتنظيم رحلات للمرشدين السياحيين في مكةالمكرمة لكي يتعرفوا على المواقع التاريخية ويبينوا للناس الحقائق التاريخية والحقائق التي ترتبط بالعقيدة وعن كل ما يخالف الشرع الإسلامي الحنيف، مشيرًا إلى أننا في مكةالمكرمة في متحف عالمي لا يتوفر لأي دولة من دول العالم قاطبة وهو متحف طبيعي أوجده الخالق عز وجل في مكةالمكرمة من جبالها وأوديتها، لافتا إلى أن مكةالمكرمة عامرة طوال العام بالحجاج والمعتمرين من مختلف الجنسيات مما يستوجب تشرب الثقافة السياحة. وأبان أن الجميع يرى أن تحركات المعتمرين والحجاج خلال المواسم عند زيارتهم للمواقع التاريخية والدينية عشوائية، مشيرًا إلى ضرورة إلزام مؤسسات الطوافة بعدم تحرك أي باص سياحي إلا بعد مرافقة مرشد سياحي معتمد من الهيئة العامة للسياحة والآثار متزود بالثقافة السياحة والثقافة الدينية التي تمكنه من القيام بمهام الإرشاد لهؤلاء الحجاج والمعتمرين بالصورة الصحيحة والسليمة. ولفت الدكتور الدهاس الى أنه قام شخصيًا بحصر أكثر من (40) موقعًا أثريًا في مكةالمكرمة لايزال أغلبها قائمًا حتى الآن مشيرًا إلى أن هذه المواقع في حاجة كبيرة إلى لوحات إرشادية وعناية للمحافظة عليها وحمايتها من الاندثار. وطالب الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتواصل القسم المتخصص بجامعة أم القرى في التاريخ والآثار لمعرفة هذه المواقع وتحديد مواقعها بدقة، بعيدًا عن الاجتهادات الشخصية التي قد لاتخدم المصلحة العامة. من جهته قال فيصل الجعيد عضو اللجنة الاستشارية للمرشدين السياحيين بمكةالمكرمة ل(المدينة) إن الهدف من هذه الرحلة هو تحديد مسار مبدئي للمواقع التاريخية بمكةالمكرمة لرفعه للهيئة العامة للسياحة والآثار لاعتماده وتنفيذه كمسار رسمي في تنقلات الحجاج والمعتمرين عند زياراتهم لهذه المواقع خلال موسمي الحج ورمضان، مشيرًا إلى أن المرشدين السياحيين في حاجة ماسة لدورات تدريبية مكثفة حول مهنة الإرشاد السياحي حتى يتمكنوا من أداء عملهم بشكل احترافي.