«حسبنا الله ونعم الوكيل» أخذت أرددها وأنا أسمع شيخا تزيا بزي الأزهريين وهو يقول في حوار تلفزيوني : إنه لا يصوم عاشوراء لأنه ليس هناك عاشوراء ولا منشوراء وأن الأحاديث التي يرددها الناس جميعها موضوعة !! حسبنا الله ونعم الوكيل مليون ألف مرة، فالأمر بصيام عاشوراء لمن أراد لا خلاف عليه بما ورد في الصحاح وفي مقدمتها صحيح الامام البخاري والامام مسلم رحمهما الله. أما أن يتجرأ قائل : إنه ليس هناك عاشوراء ولا منشوراء وإن الأحاديث الواردة عن عاشوراء موضوعة فهذا الكلام لا أعتقد أن جاهلا يتفوه به. لذا فقد عجبت أنه زعم بأن الأحاديث عن عاشوراء موضوعة في الوقت الذي أثبتهما الامام البخاري في صحيحه وهو أصح كتاب بعد كتاب الله ؟! فقد روى الامام البخاري والامام مسلم رحمهما الله في الصيام، باب : صوم عاشوراء من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. ونص الحديث كما هو في البخاري ومسلم : «وأما صيام عاشوراء، فإنه كان يتحرى صومه على سائر الأيام، ولما قدم المدينة، وجد اليهود تصومه وتعظمه فقال : نحن أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه». وذلك قبل فرض رمضان قال : «من شاء صامه ومن شاء تركه». كما ثبت في «الصحيحين» عن معاوية بن أبي سفيان : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : «هذا يوم عاشوراء ولم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر» وقد أخرجه أيضا الامام مالك. وقد روى الامام مسلم في «صحيحه» عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه قالوا : يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع والعاشر، فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله أن حفصة رضي الله عنها قالت : أربع لم يكن يدعهن رسول الله : صيام عاشوراء، والعشر، وصيام ثلاثة من كل شهر، وركعتا الفجر. وأخرج الامام أحمد والنسائي رحمهما الله عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان يصوم تسع ذي الحجة، ويصوم عاشوراء، وثلاثة من كل شهر، أو الاثنين من الشهر والخميس. وفي لفظ «الخميسين» وفي صحيح مسلم : وأما صيام ستة من أيام شوال فصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : صيامها بعد رمضان يعدل صيام الدهر. ترى هل بعد هذه الأحاديث المثبتة في الصحاح هناك من يجرؤ بالقول إنه لا عاشوراء ولا منشوراء، أعتقد جازما : أنه من يقول بذا هو بالتأكيد جاهل. السطر الأخير : قال صلى الله عليه وسلم : من كذب علي عامدا متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.