كنت في إحدى السفريات الداخلية، وكان شيخا فاضلا (مشهورا) يقتعد أحد المقاعد الأمامية ولأن شهرته طافت بين الآفاق كان جل الركاب يسلمون عليه، وعندما اقتعد مقعده، كان البعض يمر مسلما ومطالبا بأخذ صورة (سليفي) مع ذلك الداعية وبعض السيدات يطلبن التصوير أيضا... كان هذا حادثا ولم يشعر أحد بغضاضة مما يحدث. فلو كان معنا أحد رجال الهيئة - في تلك الرحلة - أكان عليه أن يقوم بشد الشيخ من ترقوته وسحبه بين الركاب وإنزاله من الطائرة.. طبعا لن يحدث هذا، ولو حدث هذا كيف لك أن تتصور مشاعر الناس ومشاعر ذلك الشيخ.. هذه الصورة حدثت أمامي: اقتعاد الشيخ في الطائرة وسلام الناس وأخذ الصور معه سواء كانوا رجالا أو نساء، ومتأكد أنكم جميعا شاهدتم مشاهير يتم التقاط الصور لهم أو معهم.. وكالعادة تكون الهيئة سباقة إلى إثارة أي قضية اجتماعية خلافية، ويتفانى رجال الميدان في الوصول إلى صدر الصورة بأي فعل يحدثونه على أرض الواقع... وآخر الصيحات قبض فيها أحد رجال الميدان على أحد الممثلين الخليجيين في أحد مولات الرياض عندما تجمع حوله بعض النساء لالتقاط صور له.. هنا لا أبرر ما حدث ولا أدافع عنه، ولكن إذا أردنا متابعة ذلك الحدث الذي أحدثه رجال الهيئة سوف نجد أن: إجراءات رجال الهيئة لا ينص عليها قانون مكتوب طريقة القبض غير لائقة ليس في النظام أي نص يمنع دخول المشاهير إلى الأسواق والتجمعات ليس في النظام منع التصوير لذلك لو كان لدى الهيئة قانون يمنع تصوير المشاهير فيجب إعلانه لكي لا يتورط أي مشهور في معاناة القبض التي قام بها رجل الهيئة على الممثل.. ولكي يعرف رجل الضبط (ومنهم رجل الهيئة) أن القانون في بلادي (وفي جميع قوانين دول العالم) تمنع منعا باتا التعدي على المتهم بالألفاظ أو الأفعال التي من شأنها إهدار كرامة المقبوض عليه.. ولأن التصوير ليس تهمة تعرض صاحبها للمساءلة القانونية فإن رجل الهيئة أساء استخدام السلطة المخولة وهذا اعتداء على الأنظمة.. فهل يرضى الرئيس العام للهيئة بذلك المنظر اللا إنساني الذي اتبعه رجل الهيئة.... ولو أن هناك جهة تتقبل شكوى ما يحدثه رجل الهيئة من اعتداء على كرامة الإنسان لكان الأمر هينا حيث يستطيع المتظلم الشكوى إلى تلك الجهة. ثم لو أراد رجال الهيئة عدم التصوير مع المشاهير يجب أن يكون الحكم عادلا أي المعاملة بالمثل مع الدعاة والواعظ الذين اكتسبوا صيتا وشهرة واسعة بأن يمنع تصويرهم أو التحدث إليهم... عندما يمنع التصوير مع المشاهير يجب أن يطبق على الجميع وهنا أقصد أن هناك دعاة ووعاظا نالوا شهرة واسعة نجدهم يقفون مع الناس (ذكورا وإناثا) ويسمح لهم بأخذ لقطات (سليفي) فهل سمعنا أن واعظا أو داعية تم القبض عليه بتهمة أخذ الصور مع الناس.. وأعلم (وتعلمون جميعا) أن كثيرا من المشايخ يعلنون أنهم يتواجدون في المكان الفلاني بعينه ولم يتابع رجال الهيئة أين تواجد ذلك الشيخ أو من أخذ معه صورة. آخر نقطة، أقول إن الممثل المقبوض عليه من خارج البلد فلماذا لا يتوقع رجال الهيئة أن هذا الغريب لا يعرف قوانين رجال الهيئة، أقول قوانين الهيئة وليس النظام العام، لأن لرجال الهيئة قوانينهم [email protected]