مرارا وتكرارا أتساءل: هل فكرنا ونحن نصمم ونشيد المشاريع العملاقة في كيفية إدارتها وتشغيلها حيث ستكون كارثة حقيقية إذا لم يتم الاستعداد المبكر من الآن في إعداد وتجهيز فرق العمل التي ستدير تلك المشاريع إداريا وتشغيليا من موظفين وفنيين ومشرفين ولنأخذ الآن حالة مطار الملك عبدالعزيز بجدة، حيث يدار هذا الصرح من جهات حكومية كثيرة لها سلطات وصلاحياتها بعيدة عن الآخر! فكما هو معمول به الآن فهناك الهيئة العامة للطيران المدني والجوازات والشرطة العسكرية وجهاز الجمارك وشركة الخدمات الأرضية إضافة إلى إدارة وتشغيل الخطوط الجوية العربية السعودية، فلماذا لا يتم من الآن ولفترة الثلاث السنين المقبلة إعداد وتصميم برنامج تدريبي تأهيلي مكثف لمن سيعمل في حدود مساحة المطار ومحطات القطار كل في تخصصه، انظر إلى مستوى خدمات العفش واستقبال موظفي شركة نقل العفش لك وبعربياتهم المخجلة، انظر إلى شركات الليموزين والأجرة وتخاطفهم وقتالهم على المسافر القادم من خارج البلد، لذا فلابد أن نركز على الموظفين والعاملين الذين سيعملون داخل نطاق المشروع بتقديم فكرة التدريب والتأهيل لتكون مخرجات الأداء وإنتاجية الموظفين عالية تتماشى مع حجم تلك المشاريع، فالتخطيط السليم لابد أن يلحقه تنفيذ سليم وإلا ستكون النتائج المحققة ليست بالشكل السليم وهذا لن يتوفر إلا بفكرة التدريب والتأهيل الصارم من الآن لرفع مستوى الأداء، وقس على ذلك مشروع القطار ومحطاته فلنبدأ من الآن قبل فوات الأوان في إعداد خطط التدريب وتنفيذها فورا حتى ننشئ إداريين وفنيين ومشرفين وفرق عمل مدربة ومؤهلة في التعامل مع الزائرين لبلادنا بشكل خاص والمجتمع بشكل عام لنرى نظرة التفاؤل والرضا من المجتمع ويرتقي الأداء وتصبح مخرجات أعمالنا سليمة ومشرفة.