مع بداية إجازة الأعياد والعطل الموسمية، غالباً ما توجه سهام الانتقادات والملاحظات إلى المطارات في السعودية، ويتم نقل المعاناة عبر وسائل عدة منها وسائل الإعلام. ما دفع «الحياة» إلى حمل أسئلة وهواجس مرتادي مطار الملك خالد الدولي في العاصمة الرياض، الذي يعد من أكبر مطارات العالم من حيث المساحة، إلى إدارة المطار. كما قامت بجولة في أرجائه اطلعت فيها على عدد من المشاريع التي يتم تنفيذها في الوقت الحالي. رفضت إدارة مطار الملك خالد الدولي بلغة «متحدية» الرد على استفسارات «الحياة» من دون الحضور إلى أرض المطار ورؤية التغيير على أرض الواقع، مخالفة بذلك ما تعارف عليه الإعلاميون في تعاملهم مع الإدارات الحكومية، مبديةً استعدادها لفتح المجال للصحيفة بزيارة ميدانية مصورة إلى جميع مرافق المطار من دون أدنى تحفظ. وزادت لغة الرفض من منسوبي المطار حول التصريح باسم أي موظف يقف خلف أي إنجاز؛ لأن العمل الجماعي هو سيد الموقف، لتخالف مرة أخرى الأعراف الحكومية إعلامياً في إبراز أسماء أشخاص بعينهم أسهموا في نجاح مشاريع الجهات الحكومية أثناء توليهم مناصبها. وأقرت إدارة مطار الملك خالد في جولة ميدانية مع «الحياة» بوجود القصور في بعض أعمالهم الخدمية، مشيرين إلى أن العمل جارٍ على حلول عملية سيلمسها زوار المطار قريباً أبرزها تكدس المسافرين الأجانب وبخاصة «العمالة» أمام كاونترات الجوازات بالساعات. تكدس العمالة في صالات المطار الدولية صاحبته انتقادات إعلامية وإنسانية أخيراً، ولحل تلك المشكلة كشف منسوبو المطار التنسيق مع وزارة الداخلية للعمل على تطوير كاونترات الجوازات الخاصة بالقدوم والمغادرة وزيادة عددها من 23 إلى 41، وأن التصميم الحالي قُسم بشكل فني بحسب المساحة المتاحة. وفي السياق ذاته، أوضحت إدارة المطار رداً على مشكلة تكرر تعطل سيور الحقائب أو الأمتعة، أنه بحلول أيلول (سبتمبر) المقبل ستنتهي بشكل جذري، إذ تم الانتهاء من تغيير سيور الأمتعة وكاونترات الضبط والمتابعة بالصالة الداخلية رقم ثلاثة، كما سيتم تجديد السيور بالصالتين الدوليتين (1 و2) في بداية الشهر المقبل. مشيرين إلى أن الصالة 4 لا تعمل بالكامل. أسعار «الأجرة مناسبة في ما يخص تذمر المسافرين من خدمة وأسعار سيارات الأجرة أعلنت إدارة مطار الملك خالد الدولي أنها تعمل في الوقت الراهن مع الجهات ذات العلاقة لتطوير الخدمات الحالية عن طريق مقترحات عدة، منها إسناد الخدمة لشركة واحدة تقوم بعملية التشغيل والتطوير نظام إدارة آلية لخدمات الليموزين، في حين ترى إدارة المطار ملاءمة التسعيرة الحالية لحين إقرار عملية استخدام العداد، موضحةً أنها وضعت التسعيرة الحالية بعد أن تقدم سائقو الليموزين الأفراد بشكوى قبل عامين لعدم مناسبة التسعيرة السابقة وأعيد النظر فيها وفقاً للمعطيات الاقتصادية. التجهيزات الخاصة بالمعوقين وأكدت إدارة مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض أولوية وأهمية ذوي الاحتياجات الخاصة لديها، نافية بذلك تهميشهم، خصوصاً في التطويرات التي تجري في الصالات الداخلية والخارجية، مشيرين إلى أنه خُصصت «كاونترات» لإنهاء إجراءات السفر لهم في صالات المغادرة، كما خُصصت مواقف خاصة أمام الصالات بطوابق القدوم والمغادرة (مدة الانتظار فيها ساعتان مجاناً)، إضافة إلى تعيين مواقف بمنطقة المواقف العامة بجوار مداخل الصالات، ويُجرى العمل حالياً على تركيب مصاعد لخدمتهم بجميع الصالات، إضافة إلى ما هو موجود حالياً. وذكرت إدارة المطار بأن خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن نظام الوصول الشامل لخدمة هذه الفئة من المسافرين، ويجري حالياً درس تفتيش ذوي الأطراف الصناعية بالتنسيق مع وزارة الداخلية. وفي زيارة «الحياة» الميدانية لوحظت إعادة الطلاء باللون الأصفر عوضاً عن الرمادي، وبرر مسؤولو المطار ذلك بأنه متعارف عليه عالمياً لذوي الاحتياجات الخاصة من ضعيفي البصر، إضافة إلى تجهيز جميع الممرات القديمة ومواقف المعوقين الموجودة مسبقاً بلوحات إرشادية واضحة لزوار المطار وفرض رقابة صارمة للتأكد من أن المستفيدين من تلك المواقف هم من ذوي الاحتياجات الخاصة. واعترف مسؤولون في إدارة مطار الملك خالد بوجود قصور في خدمات التكييف في المطار، عازيين ذلك إلى تقادم شبكات التكييف، إلا أنهم عملوا على ابتكار حلول إبداعية مثل «البوابات الإنزلاقية» التي توازن بين درجات الحرارة بين أدوار المطار، مؤكدين أن العمل على الحلول يمنح مكتسبات حتى يتم العمل على التغيير بشكل كامل. انتقادات «طبيعية» أوضح مسؤولون في المطار أن المنصفين وحدهم يلمسون التغيير الحاصل في المطار، واصفين الانتقادات التي طاولت المطار في أعوام مضت ب«الطبيعية»، نتيجة البيروقراطية في أعمال التطوير في المطار، والتي أسهمت في استمرار المطار المصمم قبل 40 عاماً من دون التحديث اللازم لمصاحبة ازدياد أعداد المسافرين. وعبر منسوبو المطار عن ارتياحهم من المنجز الحالي في تحديث مطار الملك خالد، مؤكدين أن عملهم ضمن الإمكانات المتاحة، التي وصفها بعضهم بالكبيرة، وأرجعوا سبب التأخر في التطوير بشكل سريع إلى بعض الإجراءات الحكومية التي قد تأخذ وقتاً طويلاً حتى يتم التنفيذ على أرض الواقع. وبشكل عام، كشف مسؤول مطلع في المطار تحديثات كثيرة في المطار، أبرزها تغيير ممرات المسافرين المرتبطة بالطائرات، إذ أصبحت زجاجية ومكيفة على خلاف الممرات السابقة، وشملت التحديثات المنطقة الأمنية المخصصة للنساء، إذ طورت بالكامل، إضافة إلى تدريب الفتيات فيها على تفتيش النساء بشكل محترف، كما خصص موقع للمبيعات الجوية في الصالات الداخلية يعمل فيه فتيات سعوديات. وفي آخر الزيارة الميدانية زارت «الحياة» مكاتب إدارة الساحة، العمود الفقري في المطار بحسب وصف المسؤولين فيه، وقدم الموظفون في الإدارة وصفاً موجزاً عن أقسامه الثلاثة، والتي تعد المسؤولة عن الحوادث على أرض المطار وتغيير البوابات، إضافة إلى مسؤولية إدارة الساحة عن الرادارات في برج المراقبة وعلى الأرض ومعرفة البوابة المخصصة لكل طائرة، ما يتعلق بالمتابعة والإعلان عن تغيير سيور العفش ومراقبة الساحة ونظافتها. وأوضح موظفون في «الساحة» أن تغيير سيور العفش مسؤولية شركات الخطوط دائماً، كم أن تغيير البوابات يخضع لحجم الطائرة والبوابة المحددة سلفاً، لافتاً إلى أن البوابات الحالية بعضها مخصص للطائرات الكبيرة وبعضها للصغيرة.