رغم حرص الجهات المختصة على توفير الخدمات في المناطق النائية والقرى الجبلية والهجر للحيلولة دون نزوح الأهالي باتجاه المدن، إلا أن واقع الحال في جبال صماد ومصيدة وعكوة ووادي جبحة ببلغازي التابعة لمحافظة العيدابي على بعد 100 كيلو شرق منطقة جازان يقول غير ذلك، في ظل تجاهل بعض الجهات وحرمان أهالي هذه القرى من الخدمات الضرورية. ويؤكد الأهالي تمسكهم بأراضيهم ومنازلهم الأثرية القديمة وحرصهم على بقاء مدرجاتهم الزراعية تنبض بالحياة، في وقت يفرض عليهم الواقع المغادرة بحثا عن الخدمات لتبقى تلك الجبال شاهدة على هذا الإنسان الذي طوعها للحياة رغم شح الخدمات وأهمها الطريق الذي عانوا منه الأمرين، رغم مطالباتهم التي بحت أصواتهم لسنوات طويلة، دون أن ترى تنفيذا على أرض الواقع، في وقت تتميز هذه القرى بموقعها السياحي المتميز وطبيعتها الخلابة التي يندر وجودها، فيما يظل الطريق عائقا دون الوصول إليها. «عكاظ» وقفت على حال أهالي أكثر من 100 قرية بجبال صماد ومصيدة وعكوة ببلغازي حيث شرح الأهالي حجم المعاناة مع الطريق، إذ يقول سلمان محمد العزواني أحد سكان جبل مصيدة العليا: قبل أكثر من 10 سنوات نفذ الأهالي فتح الطريق على حسابهم الخاص وبتكلفة عالية بلغت أكثر من 100 ألف ريال لربط الجبال بمركز بلغازي وريع مصيدة رغم إمكاناتهم المحدودة وشح المادة في ظل تجاهل إدارة الطرق بجازان لمطالبهم بفتح الطريق وسفلتته، فالصيانة لا تتواجد في جبال بلغازي سوى أثناء زيارة المسؤولية، كما أنه لا يوجد فرع لإدارة الطرق بالمحافظة ما يضطر الأهالي للاستعانة بمعدات حاصة لفتح طرقهم التي تعزلهم عن العالم خاصة وقت هطول الأمطار. ويضيف الغزواني: في الجبل أكثر من 3 آلاف نسمة مازالوا متمسكين بأراضيهم رغم عدم وجود مركز صحي لعلاج الأطفال ولا مركز هلال أحمر لإنقاذ المصابين، كما أن مستشفى العيدابي العام الذي يبعد عن الجبل 30 كيلو لا نجد فيه الخدمات المطلوبة ما يدفع الأهالي لنقل مرضاهم إلى مستشفى صبيا على بعد 70 كيلو في طرق جبلية وعرة. ويتفق العم حسن علي الغزواني 60 عاما مع مطالبات الأهالي، مضيفا: تتسع المنطقة وتتضاعف أعداد السكان يوما بعد آخر رغم غياب الخدمات الأساسية، فلا نعرف السقيا ونعتمد على مياه الأمطار ونادرا ما نرى سيارات البلدية لرفع النفايات المتراكمة كما أن منازلنا اكتظت بالتراب من الطرق التي لم تعرف السفلتة. يشاركهم الرأي كل من محمد حسين العزواني وصالح بركة شويش، مدخل سمار الزبالي ومبروك النجاري، على أن المعاناة مستمرة، مشيرين إلى أنه لا أحد من خارج القرية يريد خدمتها وذلك لعدم توفر خدمات الاتصالات فيها فعلى طول الطريق مسافة لا تقل عن 60 كيلو مترا ليست هناك شبكة وتخوفهم من انحناءات الطريق. وطالبوا بإلزام الجهات المعنية بإنهاء المشاريع وتحسين وضع الطرق وسد العجز الحاصل في الخدمات، لافتين إلى أن تعثر مشروع الطريق حرم قراهم من إنجاز المشاريع التنموية التي بدأ العمل في معظمها في فترة سابقة ثم توقفت بعد هروب المقاولين المنفذين لها. أما علي سالم العزواني ويحيى الغزواني فيشيران إلى أن عقبة جبل صماد سيئة وخطيرة تسببت في وقوع الكثير من الحوادث القاتلة، وعرقلت مرور المركبات الصغيرة وأجبر السكان على استخدام سيارات الدفع الرباعي لتجاوز تلك الصخور والأتربة لافتين إلى أن الأهالي يعيشون في القرية مجبرين لضيق ذات اليد، موضحين أن الصهاريج لا تتمكن من الصعود إلى أعلى الجبل، فيما أشار المعلم عبدالله الغزواني أن وصول الطلاب لمدارسهم أمر في غاية الصعوبة ويشكل خطورة خاصة وقت هطول الأمطار بسبب انجراف الطريق وتساقط الصخور. من جهته، أوضح ل «عكاظ» محافظ العيدابي نايف بن ناصر بن لبدة أن طرق جبال صماد ومصيدة ببلغازي ترابية ووعرة وتحتاج للتوسعة حتى تتمكن معدات البلدية والطرق من الصعود للجبال وسفلتة الطرق الرئيسية والفرعية مع ضرورة وقف الاعتراضات من قبل المواطنين وتسهيل مهمة اللجان، مضيفا أن جبال مصيدة وصمادة مقبلة على تنمية شاملة منوها بمتابعة سمو أمير منطقة جازان ووكيل الإمارة لتنفيذ مشروع طريق جبال مصيدة وصماد مشيرا إلى تحديد 40 موقعا لخزانات المياه للسقيا. وبين ابن لبدة أنه سيتم تشكيل لجنة أهلية من سكان مصيدة وصماد لمتابعة المشاريع والتواصل مع المحافظة حتى يتم تنفيذ المشاريع بجدية وعدم التسويف مشيرا إلى أن تعليمات أمير منطقة جازان تشدد على إيصال الخدمات لكافة القرى الجبلية ونحن ماضون في ذلك وسيتم تنفيذها في القريب العاجل.