تبددت آمال أهالي 50 قرية في محافظة العيدابي شرقي جازان، في التواصل مع الآخرين، بعد تعثر مشروع طريق عقبة جبل صماد الرابط بين مركز بلغازي وجبل مصيدة وعكوة ووادي جبحة. وكان حلم الأهالي إنشاء طريق يربط قراهم بالمحافظات والقرى المجاورة، وأن تتاح لهم الفرصة في التواصل مع ذويهم وأقاربهم في المناطق الأخرى، وعودة الذي تركوا منازلهم لانعدام الخدمات الضرورية، فعاش الآلاف في عزلة وسنوات عجاف بلا تنمية. ويأمل أهالي ال50 قرية تحقيق أحلامهم البسيطة باستكمال تنفيذ الطريق المتعثر منذ ست سنوات، خاصة أن بعضهم اضطر إلى الرحيل للمناطق والمحافظات الأخرى بحثا عن الخدمات بعدما وقفت العقبة شوكة في طريق أحلامهم وتبددت معها كل آمالهم وزادت من معاناتهم المستمرة على مدى سنين طويلة بحت فيها أصواتهم بالمطالبة في المسارعة بتنفيذها ولكن دون جدوى. ودعا سكان القرى إلى ضرورة إلزام المسؤولين والمعنيين بهذا المشروع بإنهائه وتحسين وضعه وسد العجز الحاصل فيه، وأكد الأهالي أن تعثر مشروع الطريق حرم قراهم من إنجاز المشاريع التنموية التي بدأ العمل في معظمها في فترة سابقة ثم توقفت بعد هروب المقاولين المنفذين لها. وقال محمد الغزواني ل«عكاظ»: تلك العقبة تمت ترسيتها على مقاول نفذها بصورة سيئة وخطيرة تسببت في وقوع الكثير من الحوادث القاتلة، وعرقلت مرور المركبات الصغيرة واجبر السكان على استخدام سيارات الدفع الرباعي لتجاوز تلك الصخور والأتربة التي ردمت الطريق ومنعت السكان من التحرك وخاصة وقت الأمطار، مبينا أن المقاول لا يمتلك إلا معدات مهترئة لا تستطيع تنفيذ المشروع الذي فشل في مرحلته الأولى دون أن يستكمل ليربط مركز بلغازي بجبل صماد وهو مشروع حيوي سيخدم الكثير من القرى. وأوضح يحيى الغزواني أن قلوبهم متشبثة بقريتهم التي يحبونها منذ طفولتهم وغادروها للمدينة املا في تعبيد الطريق وسرعة انجازه ليعودوا لقريتهم في الجبل بعدما وقفت العقبة حاجزا دون إيصال الخدمات الحيوية لتلك القرى، مشيرا إلى أن الأهالي يعيشون في القرية وهم مجبرون على البقاء لضيق ذات اليد رغم الظروف الصعبة التي يعانون منها ولا يستطيعون قيادة مركباتهم بسبب وعورة الطرق وخطورتها وخاصة عقبة جبل صماد، فيما لا يجدون المياه، في ظل صعوبة وصول السقيا إلى قراهم، فالصهاريج لا تستطيع الصعود إلى أعلى الجبل. وبين المعلم عبدالله الغزواني أن وصول الطلاب لمدارسهم أمر في غاية الصعوبة في جبل صماد ومصيدة ويشكل خطورة عليهم في وقت الدوام الرسمي وخاصة وقت هطول الأمطار بسبب انجراف الطريق وتساقط الصخور، وتتوقف الدراسة لأيام بسب غياب معدات الصيانة التي لا تحضر إلا متأخرة، وفي أحيان كثيرة يضطر الأهالي لتعبيد الطريق على حسابهم الخاص. وبين مدير مكتب التربية والتعليم بالعيدابي احمد بن حسن الليل ل«عكاظ» أن عقبة جبل صماد تعيق وصول المعلمين والطلاب لمدارسهم وتشكل خطورة على عابريها وهو مشروع متعثر وتم مخاطبة محافظ العيدابي بهذا الخصوص. وكشف علي بن موسى الغزواني مدير مدرسة جبل صماد الابتدائية والمتوسطة وعضو المجلس البلدي بالعيدابي أنه تم رفع العديد من الخطابات للمحافظة و الإدارة العامة للطرق بشأن توقف المقاول عن العمل لمدة عامين مما زاد معاناة المواطنين عن سابقه. وأوضح محافظ العيدابي نايف بن ناصر بن لبدة ل«عكاظ» أن طريق جبل صماد مشروع متعثر وتمت مخاطبة إدارة الطرق بجازان التي وضعته في الموازنة الجديدة ووعدت باستكماله وتنفيذه في أسرع وقت، مبينا أن وقت هطول الأمطار يتم مخاطبة البلدية والطرق لتمهيده وفتحه وصيانته بشكل مستمر.