أكدت ل «عكاظ» رئيس وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي هاجر موسى، أن المملكة قدمت ثلاث تجارب مضيئة للعالم تم توثيقها وسيتم تعميمها على زملائنا في الدول الأخرى، مضيفة أنها ساهمت بعمل إنسائي كبير في منح العالم هذه التجارب المضيئة التي تعكس حرص القيادة السعودية على احتضان ضحايا العنف في مختلف أنحاء العالم وكل من يقصد هذه الأراضي المباركة. وأشارت إلى أن التجربة الأولى كانت تصحيح أوضاع 250 ألف شخص من أبناء الجالية المينمارية، وتقديم كافة الخدمات العلاجية والتعليمية والاجتماعية لهم بالمجان حتى أصبحوا يحصلون على مستحقاتهم كغيرهم من أبناء المملكة. أما التجربة الثانية فتتمثل في تقديم الرعاية والاهتمام للاجئين السوريين الذين هاجروا هربا من البطش، حيث احتضنت هذه البلاد مليوني شخص وقدمت لهم كل أشكال الرعاية والحقت أبناءهم وبناتهم بالجامعات والمدارس، بينما التجربة الثالثة كانت لأبناء الشعب اليمني الشقيق الذين كانوا في المملكة وكذلك الفارين من الحرب الدائرة هناك، حيث ساهمت المملكة كذلك بتقديم الرعاية لهم والحاق أبنائهم بالمدارس وتصحيح أوضاعهم وتمكينهم من العمل في الوظائف دون معاناة. واختتمت هاجر تصريحها مؤكدة أن هذه التجارب الثلاث جعلت المملكة تقدم نماذج مضيئة تم توثيقها من قبل المفوضية السامية للاجئين في دول الخليج العربي لتعميمها على زملائنا في العالم، وثمنت الجهود التي قامت بها المملكة في تصحيح الأوضاع لكافة الجاليات، مشددة على أن هذا العمل الإنساني الجيد لم يسبق المملكة أحد في تنفيذه وتطبيقه على أرض الواقع ليصبح حقيقة. من جهة أخرى، أوضح وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة المساعد للحقوق رئيس اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح أوضاع الجالية الميانمارية، صاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعد أن زيارة وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي للمملكة، جاءت بناء على الصدى الإيجابي لإنسانية المملكة في تعاملها مع أبناء الجالية البرماوية. ورحب سموه في كلمته بوفد المفوضية السامية الزائر للمقر الدائم لتصحيح أوضاع الجالية الميانمارية بمكةالمكرمة، ونقل لهم تحيات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة، وتقديره لجهودهم في هذا المجال. وقال: منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن بعده أبناؤه الملوك البررة يرحمهم الله جميعا وإلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله تتشرف المملكة بنصرة قضايا الأمة الإسلامية على مختلف الأصعدة وكافة الأطر وفي جميع المحافل. وبين أن الجالية البرماوية المقيمة في المملكة حظيت بتصحيح أوضاعها مذ أن هاجرت إلى هذه البلاد قبل أكثر من ستين عاما ولاتزال قائمة حتى هذا العهد الميمون الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وهي تسير بآليات متحضرة ليس لها مثيل على مستوى كثير من دول العالم. وأوضح سموه أن الأمير خالد الفيصل أطلق رؤيته التنموية تحت عنوان (مكةالمكرمة نحو العالم الأول)، لافتا إلى أن هذه الرؤية ترتكز على محورين أساسيين هما: بناء الإنسان وتنمية المكان، وتجسيدا لهذه الرؤية الطموحة انطلق مشروع تطوير الأحياء العشوائية بمنطقة مكةالمكرمة، وهو مشروع حيوي متكامل من جميع جوانبه عمرانيا وفكريا وصحيا وتعليميا واجتماعيا، وكان من نتاج هذا المشروع المتحضر عملية تصحيح وضع الجالية البرماوية المقيمة في المملكة وتتناول عملية التصحيح الوضع النظامي والعمالي والصحي والتعليمي والاجتماعي والأمني والخارجي، وقد تكفلت حكومتنا الرشيدة بمنحهم إقامات نظامية مجانية الرسوم لمدة أربع سنوات وإعفائهم من الغرامات المترتبة على عدم تجديد إقاماتهم لسنوات مضت كما تكفلت بتوفير فرص العمل المجانية والمتحضرة لأبنائهم وبناتهم وتقديم الرعاية الصحية المجانية والرعاية التعليمية والاجتماعية المجانية لهم، والتي لا يتمتع بها إلا المواطن السعودي. وأشار الأمير فيصل بن محمد بن سعد إلى أن العالم يحتفي بأسره هذا العام بمناسبة ذكرى مرور سبعين عاما على تأسيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمملكة وهي عضو مؤسس لهذه المنظمة الأممية ستمضي قدما نحو آفاق رحبة من الشراكة البناءة لما فيه تحقيق الأمن والسلم الدوليين لجميع الدول، كما أنها ماضية في تفاعلها مع جميع الهيئات وكافة المؤسسات المتفرعة من هذه المنظمة الدولية لما فيه توفير الاستقرار والرخاء لكافة الشعوب وتعزيز قيم العدل والسلام ونبذ العنف والتطرف. وبين سمو رئيس اللجنة الدائمة لدراسة وتصحيح أوضاع الجالية البرماوية، أن عدد المستفيدين من التصحيح منذ انطلاقته في 4/5/1434ه وحتى الشهر الحالي، بلغ نحو 249938 برماويا، لافتا إلى أنه تم إصدار أكثر من 123793 إقامة نظامية مجانية، كما قدمت وزارة الصحة الرعاية الصحية لهم خلال التصحيح بتكلفة قدرها 781 مليون ريال، بينما التحق بالتعليم 54 ألف طالب وطالبة من أبناء الجالية البرماوية. وفي ختام الحفل سلم الأمير فيصل بن محمد بن سعد درعا تذكارية لرئيس وفد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي.