«بحر من الرمال ومعدات متناثرة والقليل من العمال».. صورة مؤلمة تجسد واقع الحال في موقع مشروع الإسكان في جدة فرغم إعلان الوزارة سابقا عن تسليم المواطنين لوحداتهم السكنية خلال فترة لا تزيد على 12 شهرا إلا أن البطء في التنفيذ سيجبرها على نقض عهودها وتمديد فترة إنجاز المرحلة الأولى ما يعني زيادة في التأخير يدفع ثمنه أبناء المحافظة. وانتقد عدد من المواطنين بطء تنفيذ مشاريع وزارة الإسكان رغم أنهم وقعوا عقودا مع المطورين العقاريين وحددوا تسليم وحداتهم العقارية بعد عام، إلا أن الواقع يقول غير ذلك. وقال مواطنون ل«عكاظ» إن وزارة الإسكان بعثت رسائل نصية دعتهم من خلالها لإحضار بعض الأوراق لفرع الإسكان بجدة، وعندما أحضروا ملفاتهم المطلوبة أحالوهم «للمطورين» وتفاجأوا أنهم وقعوا العقود وحددوا موعد التسليم واختاروا عدد الغرف والملحقات وموقع العقار، مشيرين إلى إعلان الوزارة سابقا عن البدء في تسليم منتجاتها من الوحدات السكنية إلى المواطنين في بعض المناطق، وأنها ستقدم مساكنها إلى المستفيدين في محافظة جدة خلال فترة لا تزيد على 12 شهرا. وبحسب المتحدثين، فإن إعلان الوزارة صدر عقب عقد عدة اجتماعات لمناقشة مشاريع الإسكان التي ستتم في محافظة جدة مع مدير فرع الإسكان في جدة، والمقاولين المنفذين لبحث كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع، ومواعيد البدء في التسليم تمهيدا لتقديمها إلى المستفيدين من المواطنين. وأكدو حينها أن الاجتماع المذكور ناقش الكثير من التفاصيل في هذا الجانب، وسيكون البدء في تسليم الوحدات الجاهزة إلى المواطنين في جدة في أقل من عام، على أن يكون التسليم مستمرا فور الانتهاء من كل مرحلة من المشروع. وقال بعض المواطنين ممن يقطنون المخططات المجاورة إن العمل في المشروع لايزال مستمرا في تجهيز البنية التحتية، وأعمال الصرف الصحي، مياه الشرب، تصريف الأمطار، أعمال الطرق والإنارة، الإشارات المرورية، وتوصيل التيار الكهربائي. لافتين إلى أنه تم الانتهاء من بعض تلك الأعمال بالتنسيق مع الجهات والدوائر المعنية مثل أمانة جدة، ووزارة المياه والكهرباء والجهات الأخرى، موضحين أنه من المفترض أنه انتهي العمل من تطوير البنية التحتية، لكن أحد المصادر الخاصة المطلعة على المشروع لا يستبعد تمديد المرحلة إلى حين الانتهاء منها مع إجراء التعديلات اللازمة. «عكاظ» وقفت ميدانيا على مشروع الإسكان شمال جدة واستنادا إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع، فمن المتوقع أن ينتهي العمل في 18/11/1437ه، بينما تبلغ قيمة عقد الاستشاري لمشروعي الشمال والجنوب 75.003.560 ريالا، وقيمة التعاقد 480.466.305 ريالات في حين تبلغ مساحة المشروع 5.697.663 م2، ويحتوي على 10.630 وحدة سكنية، بطاقة استيعابية تقارب 58.358 نسمة. وكشفت الجولة أن مساحة الأراضي المخصصة للحدائق والملاعب ومراكز الترفيه حوالى (77.805) أمتار مربعة، ويضم المشروع أراضي مطورة مخصصة للمراكز الصحية، الدفاع المدني، الشرطة، مكتب بريد، ومكتبة عامة، وتبلغ القيمة التقريبية للمشروع 350 مليون ريال، وبالنظر إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع، فإن قيمة العقد 39.699.700 ريال، بقيمة 338.494.466 مليون ريال، وتاريخ التسليم الابتدائي للموقع كما تظهر اللوحة في 17/5/2015م. المواطنون يترقبون إنهاء مشاريع وزارة الإسكان، وتسليم الوحدات في المدة التي حددتها الوزارة، وبحسب خبراء ومتخصصين في مجال الإسكان، أن سوء اختيار المقاول، واعتماد الأرخص في تنفيذ المشاريع، والافتقار إلى عامل الجودة أدى إلى تعثر مشاريع الوزارة مع بطء تنفيذها، موضحين أن «الإسكان» تصر على استخدام الطرق القديمة في الإنشاء المتمثلة في حفر الأرض، وصب الخرسانة العادية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى خروج منتج سيئ التشطيب، وغير متماثل يستغرق مدة زمنية طويلة، على الرغم أنه عالميا في حالة المشاريع المماثلة يتم استخدام المباني المسبقة الصب أو نظام ألواح الإسمنت، بحيث يمكن الحصول على الوحدات السكنية بجودة عالية، وتشطيب ممتاز، وتوقع الخبراء ألا تقدر الوزارة على الانتهاء من المشاريع في الموعد المحدد. من جانبها، حاولت «عكاظ» نقل ملاحظاتها، وآراء الخبراء إلى المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان إلا أنه لم يتجاوب.