وجه عدد من سكان جدة انتقادات إلى وزارة الإسكان على خلفية ما أسموه بطء تنفيذ مشاريعها في المحافظة. كما انتقد المتحدثون عدم تسليم الوزارة مشاريعها للمقاولين في الوقت المحدد. وتحدث المواطنون عن إعلان سابق لوزارة الإسكان حول البدء في تسليم منتجاتها من الوحدات السكنية إلى المواطنين في بعض المناطق. وأنها ستقدم مساكنها إلى المستفيدين في محافظة جدة خلال فترة لا تزيد على 12 شهرا، حيث جاء في تصريح لوكيل وزارة الإسكان الدكتور عبدالعزيز العمار نشرته «عكاظ» أن الوزارة ستبدأ في تسليم منتجاتها من المساكن في كثير من المناطق والمحافظات. في أقل من عام بحسب المتحدثين، فإن التصريحات جاءت عقب اجتماع عقده الدكتور العمار لمناقشة مشاريع البناء التي ستتم في محافظة جدة مع مدير فرع الإسكان في جدة، والمقاولين المنفذين لبحث كافة التفاصيل الخاصة بالمشروع، ومواعيد البدء في التسليم تمهيدا لتقديمها إلى المستفيدين من المواطنين. وأكد العمار حينها أن الاجتماع المذكور ناقش الكثير من التفاصيل في هذا الجانب، وسيكون البدء في تسليم الوحدات الجاهزة إلى المواطنين في جدة في أقل من عام، على أن يكون التسليم مستمرا فور الانتهاء من كل مرحلة من المشروع. 5 أشهر فقط إلى ذلك، جالت «عكاظ» أمس ميدانيا على مشروع الإسكان جنوبجدة (الواقع بين حي الإسكان الجنوبي وحي السنابل) بعد 7 أشهر من تصريحات وكيل الوزارة التي لم يتبق منها غير 5 شهور، واستنادا إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع، فمن المتوقع أن ينتهي العمل في 25/11/1436 ه، بينما تبلغ قيمة عقد الاستشاري لمشروعي الشمال والجنوب 75.003.560 ريالا، وقيمة التعاقد 480.466.305 ريالات في حين تبلغ مساحة المشروع 5.697.663 م2، ويحتوي على 10.630 وحدة سكنية، بطاقة استيعابية تقارب 58.358 نسمة. وطالب عدد من سكان المنطقة وضع حدٍ لمشكلة الزحام، التي تتزايد في الدوار المجاور للبلدية الفرعية الجنوبية، في ظل الزيادة المتوقعة للكثافة السكانية للمنطقة مع اكتمال المشروع، داعين إلى معالجة التقاطعات المرورية، التي تؤدي إلى العديد من الحوادث، وتهدد سلامة المارة على حد تعبيرهم. البنية التحتية في مايو امتدت جولة «عكاظ» إلى مشروع الإسكان الشمالي شمال مطار جدة، وقال بعض المواطنين ممن يقطنون المخطط إن العمل في المشروع لا يزال مستمرا في تجهيز البنية التحتية، أعمال الصرف الصحي، مياه الشرب، تصريف الأمطار، أعمال الطرق والإنارة، الإشارات المرورية، وتوصيل التيار الكهربائي. لافتين إلى أنه تم الانتهاء من بعض تلك الأعمال بالتنسيق مع الجهات والدوائر المعنية مثل أمانة جدة، ووزارة المياه والكهرباء والجهات الأخرى، موضحين أنه من المفترض أن ينتهي العمل من تطوير البنية التحتية في مايو 2015، لكن أحد المصادر الخاصة المطلعة على المشروع لا يستبعد تمديد المرحلة ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى إلى حين الانتهاء منها مع إجراء التعديلات اللازمة على حد وصفه. الجولة كشفت عن أن مساحة الأراضي المخصصة للحدائق والملاعب ومراكز الترفيه حوالى (77.805) أمتار مربعة، ويضم المشروع أراضي مطورة مخصصة للمراكز الصحية، الدفاع المدني، الشرطة، مكتب بريد، ومكتبة عامة، وتبلغ القيمة التقريبية للمشروع 350 مليون ريال، ومدته عامان، وبالنظر إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع، فإن قيمة العقد 39.699.700 ريال، بقيمة 338.494.466 مليون ريال، وتاريخ التسليم الابتدائي للموقع كما تظهر اللوحة في 17/5/2015 م. خبراء : لن يتم في موعده المواطنون يترقبون إنهاء مشاريع وزارة الإسكان، وتسليم الوحدات في المدة التي حددتها الوزارة، وبحسب خبراء ومتخصصين في مجال الإسكان، أن سوء اختيار المقاول، واعتماد الأرخص في تنفيذ المشاريع، والافتقار إلى عامل الجودة أدى إلى تعثر مشاريع الوزارة مع بطء تنفيذها، موضحين أن «الإسكان» تصر على استخدام الطرق القديمة في الإنشاء المتمثلة في حفر الأرض، وصب الخرسانة العادية، وهو الأمر الذي يؤدي إلى خروج منتج سيئ التشطيب، وغير متماثل يستغرق مدة زمنية طويلة، على الرغم أنه عالميا في حالة المشاريع المماثلة يتم استخدام المباني المسبقة الصب أو نظام ألواح الإسمنت، بحيث يمكن الحصول على الوحدات السكنية بجودة عالية، وتشطيب ممتاز، وتوقع الخبراء ألا تقدر الوزارة على الانتهاء من المشاريع في الموعد المحدد. من جانبها، نقلت «عكاظ» ملاحظاتها، وآراء الخبراء ووضعتها أمام المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان محمد الزميع، فطلب التواصل مع شخص آخر بالوزارة، وبالفعل تم إرسال نص إلكتروني له، ولكن لم نتلق ردا حتى اللحظة.