يترقب العديد من المواطنين انتهاء مشاريع وزارة الإسكان، وتسليم الوحدات السكنية في المدة التي حددتها الوزارة، فيما أشار ل «عكاظ» عدد من الخبراء والمتخصصين في مجال الإسكان، إلى أن سوء اختيار المقاول، واعتماد الأرخص في تنفيذ المشاريع، وبالتالي الافتقار إلى عامل الجودة أدى إلى تعثر مشاريع الوزارة وبطء تنفيذها، موضحين أن «الإسكان» تصر على استخدام الطرق القديمة في الإنشاء المتمثلة في حفر الأرض، وصب خرسانة عادية؛ الأمر الذي يؤدي إلى خروج منتج سيئ التشطيب، وغير متماثل ويستغرق مدة زمنية طويلة، على الرغم من أنه عالميا، وفي حالة المشاريع المماثلة ولأعداد كبيرة من الوحدات، يتم استخدام المباني المسبقة الصب أو نظام ألواح الإسمنت، بحيث يمكن الحصول على الوحدات السكنية بجودة عالية، وتشطيب ممتاز، متوقعين ألا تستطيع الوزارة الانتهاء من المشاريع في الموعد المحدد. بدورها نفذت «عكاظ» جولة ميدانية على مشروع الإسكان جنوبجدة (الواقع بين حي الإسكان الجنوبي وحي السنابل)، واستنادا إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع فمن المتوقع أن ينتهي في 25 / 11 / 1436 ه، بينما تبلغ قيمة عقد الاستشاري لمشروعي الشمال والجنوب 75,003,560 مليون ريال، وقيمة التعاقد 480,466,305 مليون ريال في حين تبلغ مساحة المشروع 5,697,663 م2، ويحتوي على 10,630 وحدة سكنية، بطاقة استيعابية تقارب 58,358 نسمة، فيما طالب عدد من سكان المنطقة بوضع حدٍ لمشكلة الزحام، التي تتزايد في الدوار المجاور للبلدية الفرعية الجنوبية، في ظل الزيادة المتوقعة للكثافة السكانية للمنطقة مع اكتمال المشروع، داعين إلى معالجة التقاطعات المرورية، التي تؤدي إلى العديد من الحوادث، وتهدد سلامة المارة على حد تعبيرهم. كما امتدت جولة «عكاظ» إلى مشروع الإسكان الشمالي (شمال مطار جدة)، إذ تم رصد بعض الملاحظات، وآراء شهود عيان قريبين من الموقع، حيث أوضحوا أن العمل في المشروع لايزال جاريا على تجهيز البنية التحتية، من أعمال الصرف الصحي ، ومياه الشرب، وتصريف الأمطار، وأعمال الطرق والإنارة، والإشارات المرورية، وتوصيل الكهرباء، لافتين إلى أنه تم الانتهاء من بعض تلك الأعمال بالتنسيق مع الجهات والدوائر المعنية كأمانة جدة، ووزارة المياه والكهرباء والجهات الأخرى، موضحين أنه من المفترض أن ينتهي العمل من تطوير البنية التحتية في شهر مايو 2015، لكن أحد المصادر الخاصة المطلعة على المشروع لا يستبعد تمديد هذه المرحلة ثلاثة أو أربعة أشهر أخرى إلى حين الانتهاء منها، وإجراء التعديلات اللازمة على حد وصفه. وبينت الجولة أن مساحة الأراضي المخصصة للحدائق والملاعب ومراكز الترفيه للمشروع حوالى (77,805) م2، كذلك يضم المشروع أراضي مطورة مخصصة للمراكز الصحية، والدفاع المدني، والشرطة، ومكتب بريد، ومكتبة عامة، وتبلغ القيمة التقريبية للمشروع 350 مليون ريال، ومدته 600 يوما، وبالنظر إلى اللوحة التي تظهر تفاصيل المشروع فإن قيمة العقد 39,699,700 مليون ريال، بقيمة 338,494,466 مليون ريال، وتاريخ التسليم الابتدائي للموقع كما تظهر اللوحة في 17 / 5 / 2015م. 94 سببا للتعثر يقول الدكتور مهندس نبيل عباس (ممثل الاتحاد الدولي للاستشارات الهندسية بالمملكة والخليج العربي فيديك) : «للأسف فإن غالبية مشاريع الإسكان تتسم بالبطء والتأخير، الأمر الذي دفعني إلى إجراء بحث شامل عن أسباب تعثر أو تأخر المشاريع الحكومية، ووجدت أن 94 سببا تقود إلى ذلك، وفي مقدمتها سوء اختيار المقاول، واعتماد الأرخص في تنفيذ المشاريع، وبالتالي الافتقار إلى عامل الجودة، بالإضافة إلى أسباب أخرى متعددة، ولكن من الملاحظ أن مشاريع الإسكان المطروحة حاليا أكثر تنظيما، من خلال تصنيف المقاولين، والاستعانة بشركات متخصصة في التصميم، وعلى الرغم من ذلك أتوقع أن تمدد وزارة الإسكان مدة تسليم الوحدات السكنية لعدة اعتبارات، إذ إنه توجد بعض المؤشرات التي تنبئ بذلك، حيث إن العمل في مشروع الإسكان الشمالي والجنوبي لايزال في مراحله الأولى، حيث يستغرق بناء وحدة سكنية تتألف من طابقين فقط باستخدام الطريقة التقليدية مدة تتراوح من 10 12 شهرا».، مضيفا بقوله : «أما في حال استخدام الطرق الحديثة في البناء مثل المباني المسبقة الصنع، واستخدام مواد مسرعة بدلا من الخرسانة العادية، أو أنواع جديدة من المواد التي لا يستغرق عملها وقتها طويلا، فمن الممكن أن يتم إنجاز عملية البناء بشكل أسرع، فالوحدة السكنية التي يتطلب بناؤها عاما واحدا بالطرق العادية، يتم الانتهاء منها في ستة أشهر باستخدام الطرق الحديثة على أقصى تقدير، ولكن نتمنى أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة، وأن نشاهد إنجازات ملموسة على أرض الواقع». ويبين (عضو لجنة المهندسين بالغرفة التجارية بجدة الأمين العام المساعد للمنظمة العربية الأوروبية للبيئة) المهندس فائق خياط، قائلا : «لا أعرف لماذا تصر وزارة الإسكان على استخدام الطرق القديمة في الإنشاء المتمثلة في حفر الأرض، وصب خرسانة عادية منفصلة ثم قواعد مسلحة، ورقاب أعمدة، وميد، وأعمدة وبناء بلوك، وخشب، وحديد تسليح، وصب الخرسانة في الموقع ثم اللياسة والمعجون والدهان، وعلى الرغم من ذلك يخرج المنتج سيئ التشطيب، وغير متماثل ويستغرق مدة زمنية طويلة جدا، على الرغم من أنه عالميا، وفي حالة المشاريع المماثلة ولأعداد كبيرة من الوحدات السكنية، وفي مناطق متفرقة يتم استخدام المباني المسبقة الصب أو نظام ألواح الإسمنت، وغيرها من الأنظمة وطرق البناء الحديثة، حيث يمكن الحصول على الوحدات السكنية بجودة عالية، وتشطيب ممتاز ومتماثل لكل الوحدات وبألوان ثابتة ومقاومة لعوامل التعرية وصعوبة المناخ وخلال مدة زمنية قياسية».. من جانبها نقلت «عكاظ» ملاحظاتها، وآراء الخبراء ووضعتها أمام المتحدث الرسمي لوزارة الإسكان محمد الزميع، فطلب التواصل معه عبر الايميل، وبالفعل تم إرسال إيميل له، ولكننا لم نتلق ردا يذكر حتى هذه اللحظة.