لم يمنع موقع محافظة العارضة على الشريط الحدودي الجنوبي الممتد من جهة الشرق لمنطقة جازان بمتاخمة الجبال المواجهة لدولة اليمن الشقيقة، من استمرار حركة البيع والشراء في سوقها الشعبي الأسبوعي، الذي تشتهر به ويزوره كل أسبوع عدد بارز من سكان الجبال والقرى الحدودية، بغرض التسوق أو عرض منتجاتهم الشعبية، إلى جانب دخول منتجات يمنية في إطار تبادل تجاري «شعبي» بين البلدين الشقيقين. وتتم حركة البيع والشراء وسط أجواء مستقرة وأوضاع اقتصادية مرنة، تبدو في متناول الجميع، مع استمرار عمليات قوات التحالف لإنقاذ أبناء اليمن من براثن ميليشيات الحوثيين. «عكاظ» زارت السوق لتلمس الأوضاع الأمنية الهادئة التي يعيشها المتسوقون هناك، فتحدث أولا متسوق من القرى الحدودية يدعى محمد أحمد تليدي، وقال: «سوق العارضة متنفس لنا سكان القرى الحدودية، فنجد فيه كل ما نحتاجه من مؤن ومواد منزلية. ومنذ انطلاقة الحرب وإظهار الحق من قبل دولتنا ودول التحالف، والأوضاع داخل السوق الشعبي مستقرة، حيث نخالط فيه إخوة لنا من اليمن الشقيق يأتون عبر الحدود بطرق رسمية لبيع منتجاتهم، والحمد لله لم يطرأ على السوق أي شرخ للأمن، ونعود إلى منازلنا الحدودية سالمين غانمين بفضل الله ثم بفضل دعائم الأمن في وطننا». أجواء مطمئنة وتحدث البائع سالم علي شراحيلي وهو يفترش إحدى البسطات داخل السوق لبيع منتجات استهلاكية، قال: «منذ سنين طويلة أعمل في سوق العارضة الشعبي، وورثت مهنتي في هذا السوق أبا عن جد. والحمدلله الحركة التجارية البسيطة داخل السوق تسير بكل هدوء، رغم أنه لا يبعد عن اليمن سوى بضعة كيلومترات، ونتعايش مع إخوة من اليمن يشاركوننا البيع والشراء وسط أجواء مطمئنة، بعد استنجاد قادة اليمن الشرعيين بوطن العز والشهامة السعودية. ومع ذلك كله، لاتزال الحركة في سوق العارضة جيدة، والناس يتسوقون بداخله قادمين من رؤوس الجبال وبطون الأودية آمنين، حتى موعد عودتهم إلى قراهم ومنازلهم». بائع يمني: نعمل بأمان ولم يخف البائع اليمني هايل سعيد مسردي ارتياحه، وهو يتوسط السوق مع المنتجات اليمنية التي يعرضها للبيع، وقال: «المملكة العربية السعودية بلد أمن وأمان، لذلك استجابت لاستغاثة حكومة اليمن الشرعية لإخراجها من أزمتها مع الحوثيين، وقامت بطائرتها مع قوات التحالف برفع راية الحق في اليمن من أجل تدمير إرهاب الحوثيين وأسلحتهم». وأضاف مسردي: «أعمل في سوق العارضة منذ سنين، وأدخل بمنتجاتي عبر الحدود بطرق نظامية، ومعي مجموعة من الباعة اليمنيين، حيث نجد كل ترحاب من إخواننا السعوديين، والحمد لله حركة البيع والشراء لم تتأثر بما يجري في اليمن من قبل عصابات الحوثيين، وأوضاع السوق في أمن مستتب، وأسأل أن يحفظ السعودية بلدي الثاني بلد الأمن والأمان والاستقرار والتعايش السلمي والوئام». ابتسامة رضا وأمان لم يخف فيحان المعيني ابتسامته، وهو أحد القادمين من جبل بني معين المتاخم لليمن مباشرة، وقال: «أتسوق أنا وعائلتي في سوق العارضة، ونحمد الله ونشكر قيادة وطن الحق والأمن، حيث سخرت رجالا بواسل من حرس الحدود وجيشا مجهزا برجاله الأوفياء لحماية حدودنا من الآثمين المعتدين»، مشيرا إلى أنهم يلمسون ذلك الأمن في منازلهم وحدود قراهم ووسط أسواقهم، لاسيما سوق العارضة. وأضاف: «كما نشاهد، السوق مليء بكل المنتجات التي نحتاجها، وحركة البيع والشراء تسير بصورة عادية جدا رغم ملاصقتنا لدولة اليمن الشقيق، ولم يتوقف السوق أو تتعكر أجواؤه»، سائلا الله أن يحفظ وطن العز والكرامة حامي المسلمين.