في الوقت الذي تصدر فيه مرض سرطان الثدي قائمة الأورام بين النساء في المملكة، تشارك 6 مستشفيات تتبع لصحة جدة في حملة المسح الشعاعي (الماموجرام) للكشف المبكر عن هذا النوع من السرطان، في السادس من محرم المقبل. وأوضحت ل«عكاظ» رئيسة وحدة جراحة الثدي في مستشفى الملك فهد العام بجدة والمشرفة على الحملة الدكتورة منى باسليم، أنه يشارك في الحملة مستشفيات (الملك فهد، الملك عبدالعزيز، العزيزية للولادة والأطفال، ومستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية، ومستشفى شرق جدة)، إضافة إلى مجمع الملك عبدالله الطبي، مبينة أن المسح يستهدف النساء فوق الأربعين، وكل من لديها تاريخ مرضي بإصابة أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى بسرطان الثدي. وأكدت أنه لا يمكن منع المرض ولكن من الممكن الحد من توسع دائرة المرض من خلال الكشف المبكرة، منوهة إلى أن وعي سيدات المجتمع أسهم في تغيير خارطة المرض بعد زيادة حالات المرحلتين الأولى والثانية المتقدمتين في كشف الحالات وتراجع المرحلتين الثالثة والرابعة المتأخرتين في كشف الحالات بمعنى وصول السيدة إلى مراحل متقدمة من المرض. من جانبه، أوضح استشاري الأشعة التشخيصية بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور هدير مصطفى مير، أن بعض الحالات للأسف تراجع المستشفيات في مراحل متأخرة من المرض متجاهلة أهمية الكشف المبكر، مبينا أن السبب غير معروف تماما لحدوث سرطان الثدي، ولكن توجد عوامل تزيد من فرص الإصابة بهذا المرض، فاحتمالية الإصابة تكون أعلى في النساء اللاتي لديهن أقارب من الدرجة الأولى (أم، أخت، ابنة) مصابات بهذا المرض، حيث ترتفع النسبة إلى الضعف، أما إذا كان الأقارب من الدرجة الثانية (الجدة، العمة، الخالة) سواء من ناحية الأم أو الأب فإن نسبة الإصابة ترتفع ولكن تكون أقل من الحالة الأولى. واختتم قائلا «سرطان الثدي يشكل أكثر أنواع السرطانات حدوثا لدى السيدات، وفي منطقتنا غالبية الحالات (حوالى 64%) تحدث تحت سن الخمسين، كما أن كثيرا من الحالات تشخص لدينا في مراحل متقدمة حيث إن 40 في المائة من الحالات عند التشخيص تكون منتشرة موضعيا». اما استشاري النساء والولادة الدكتور محمد قطان فيؤكد أنه في حالة وجود عوامل خطورة فإنه يجب على السيدة الكشف الإكلينيكي للثدي كل ستة أشهر أو كل سنة، وهو فحص الثديين والإبطين بواسطة مقدم الخدمة الطبية (طبيب أو ممرضة مختصة)، فحص الماموجرام (أشعة الثدي) كل سنة، وفحص الرنين المغناطيسي للثدي كل سنة، بحيث يجدول الرنين المغناطيسي والماموجرام بأن تكون المسافة الزمنية بينهما ستة أشهر، وبالتالي ما بين الماموجرام والماموجرام أو الرنين والرنين سنة، وبالتالي تكون السيدة تحت الفحص المستمر كل ستة أشهر، وفي حالة عدم وجود عوامل خطورة لدى السيدة تزيد من احتمالية إصابتها بسرطان الثدي، يكون الكشف المسحي من خلال إجراء أشعة للثدي (ماموجرام) كل سنة ابتداء من سن الأربعين، والكشف الإكلينيكي للثدي كل ثلاث سنوات على الأقل ابتداء من سن العشرين، وكل سنة ابتداء من سن الأربعين. ودعا د. قطان سيدات المجتمع إلى الاستفادة من حملات الكشف المبكر عبر الماموجرام بعد سن الأربعين، مؤكدا أن الحاجة كبيرة لتكثيف البرامج التوعوية التي تنادي بالكشف المبكر لسرطان الثدي وخصوصا بين السيدات ذات التعليم المتواضع. وشدد مدير مستشفى الولادة والأطفال بالعزيزية الدكتور أحمد الحربي على المشاركة في الحملات التوعوية، مبينا أن سرطان الثدي من الأمراض التي أخذت حيزا كبيرا من اهتمامات وزارات الصحة في العالم، منوها بتفهم نساء وسيدات المجتمع بأهمية مثل هذه الحملات في الكشف المبكر والوقاية. ويتفق معه مدير مجمع الملك عبدالله الطبي سعيد الغامدي، مشددا على أهمية هذا اليوم (6 محرم) في توعية النساء بسرطان الثدي، مبينا أن التوعية تسهم بدور كبير في التعريف بالأمراض وكيفية الوقاية منها والحد من انتشارها، حيث إن سرطان الثدي من المواضيع التي شغلت مجتمعات العالم وخصوصا مع تزايد الحالات، مؤكدا أن المجمع الطبي حريص على تنفيذ البرامج التوعية والمشاركة في الأيام العالمية.