ينقسم المشتغلون بالعلم الديني كما ورد في القرآن إلى قسمين (الربانيين والأحبار) «الأحبار: خبراء الفقه الشرعي، الربانيون: خبراء الحكمة الفكرية والنفسية والروحية»، لكن هناك من يلقبون «بالدعاة» من الفئة التي استعرض المغردون بتويتر مقاطعهم الفاضحة والإباحية لفظيا وحديثهم للمراهقين فيها كان عن ماضيهم اللاأخلاقي وليس بصورة المنكسر ندما إنما المتفاخر، فدافع أبطالها عن أنفسهم بعد الاستنكار الواسع بأن الاستنكار مؤامرة ليبراليين ضد الاسلام! ولهذا توجب استعراض مطالبات الفقهاء بمنعهم؛ سئل الشيخ ابن عثيمين عن نمط وعظهم القائم على الإخبار بقصص التوبة (لقاء الباب المفتوح:100، السؤال: 15)، فأجاب بأنه ينطبق عليه حكم حرمة المجاهرة وحديث (كل أمتي معافى إلا المجاهرين)، واعتبر الوعظ بقصص التائبين بالعموم من المجاهرة بالذنوب حتى وإن لم يكن القاص هو من اقترفها لأنها تزيل الحاجز النفسي عن الخطايا «يهون الأمر في نفوس السامعين والقارئين» وأفتى بعدم جوازها، وبوجوب «طمسها». الدكتور سعد الدريهم عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام غرد بتاريخ 15/19/2005 «إذا كنت داجا ومفحطا فلا تخف على مستقبلك؛ فما عليك إلا أن تزعم التوبة، وستجد من يصدرك لتتكلم في مصير الأمة». وهذه الفئة سماها الفقهاء قديما بالقصاصين لروايتهم قصص التوبة سواء الواقعية أو المفبركة قال ابن الجوزي عنهم «غالبهم يخلِط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال» واعتبره من «تلبيس إبليس»، وألف الفقهاء مؤلفات في التحذير من سوء أثرهم مثل ابن تيمية، السيوطي، وابن الجوزي، وكان ابن عمر يخرج من المسجد عندما يحدث أحد القصاصين، ونشر الشيخ محمد الفيفي وكيل قسم الدعوة بالمعهد العالي للدعوة والاحتساب وعضو هيئة التدريس بمركز محمد بن نايف للرعاية والمناصحة في موقعه مقالا بتاريخ 1/22/2010 بعنوان «خطر القصاصين على الدعوة والمدعوين» «أصبحنا نرى من يتصدى لتوجيه الناس من كان غارقا في المخدرات أو التفحيط والمعاكسات بحجة أنه تاب.. فإن كان صادقا في توبته فليستتر.. أما أن يخرج لنا كل يوم من هؤلاء من يسرد علينا قصصه ومغامراته وسوابقه وجرائمه وهو يضحك وكأنها أعمال بطولية يفتخر بذكرها.. كيف يليق بمن كان غارقا في الجهالة طوال حياته أن يكون الداعية والواعظ والمرشد والشيخ؟!... وهؤلاء يصدق عليهم الوصف النبوي في الرؤوس الجهال الذين يضلون «وإن منع أمثالهم من الوعظ غضب وغضب معه كثيرون من الناس يظنون أن القصد هو الصد عن سبيل الله والتضييق على الدعوة»..