أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجوائز نوبل، يوم أمس، فوز الأديبة سفيتلانا ألكسيفيتش من روسيا البيضاء بجائزة نوبل للآداب، عن كتاباتها» متعددة الأصوات» التي تمثل معلما للمعاناة والشجاعة في زماننا، وتصل قيمة الجائزة إلى 8 ملايين كرونة (972 ألف دولار). وجائزة نوبل في الآداب هي رابع جوائز نوبل التي تعلن هذا العام. وقد منحت أول مرة عام 1901 تكريما للإنجازات في مجالات العلوم والآداب والسلام، وفقا لوصية ألفريد نوبل مخترع الديناميت. وولدت سفيتلانا أليكسيفيتش في مايو 1948 من أب بيلاروسي وأم أوكرانية، وبعد الانتهاء من الدراسة، عملت كمراسلة في العديد من الصحف المحلية، ثم مراسلة لمجلة «نيمان» الأدبية في مينسك، ثم اتجهت لمهنة الصحافة والكتابة السردية وتميزت في إجراء الحوارات الإنسانية مع شهود عيان على الأحداث الأكثر إثارة في تاريخ بلدها مثل الحرب العالمية الثانية، والحرب السوفيتية الأفغانية، وسقوط الاتحاد السوفياتي، وكارثة تشيرنوبيل، وبعد الاضطهاد من قبل النظام لوكاشينكو، غادرت روسيا البيضاء في عام 2000، ولاهتمامها الدائم بالأمور الإنسانية وصفت كتبها بأنها «وقائع أدبية من التاريخ العاطفي للمواطن السوفيتي» خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، وقد نمت شهرتها مع إصدارها لكتاب «الوجه غير الأنثوي للحرب» 1985، وقد انتشر هذا الكتاب بشكل كبير في وقت صغير، وبيعت منه أكثر من مليوني نسخة، ويتكون هذا الكتاب من عدة مونولوجات لذكريات النساء عن الحرب العالمية الثانية، أما كتابها الآخر المسمى ب «غير طفولي» فهو عبارة أيضا عن حوارات لذكريات الأطفال في زمن الحرب، وقد اكتشفت في كتابها هذا أن صورة الحرب تختلف تماما في عيون النساء والأطفال عن صورتها في الكتب والسجلات والوثائق الرسمية، كما أنها نشرت في العام 1993 كتابا آخر عن حالات الانتحار التي انتشرت في المجتمع الروسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.