مؤخرا لاحظنا قيام عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة بالبروز والظهور بشكل لافت، وكان السبب الرئيسي لبروز هذه المشروعات «الإعلام الحديث»، فأصحاب هذه المشاريع استغلوا جميع وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة أبرزها "الانستقرام، التويتر، السناب شات" في إيصال منتجهم والتسويق لأنفسهم بأبسط الطرق وأحبها للجيل الجديد. هذه المشاريع الواعدة بدأت تغلب على المشاريع «التقليدية» والموجودة منذ وقت طويل، وبعضها أصبحت منافسة وبقوة لماركات معروفة منذ فترة طويلة، وهو ما دق ناقوس الخطر لدى بعض هذه الشركات التي بدأت في التحول تسويقيا عبر هذه الوسائل ولكن بطريقة أشبه بالتقليدية واقتصار دورها بالرد على استفسارات الجمهور دون تقديم خدمة حقيقية لهم كما نرى في المشاريع الواعدة من تقديم الخدمات عبر وسائل التواصل. الجانب السلبي في المشاريع الواعدة أنه عند بروزها فإنها تتراجع للوراء دون تقديم خدماتها الالكترونية، وتتحول تدريجيا إلى منشآت «تقليدية» وتقلص من خدماتها الآلية، وقد يعتقد أصحاب هذه المشاريع أن الحد من تقديم خدماتهم الإلكترونية نقطة إيجابية توفر لهم العناء، ولكن في حقيقة الأمر تعد خطوة للوراء، فالمستهلك بحاجة لتكثيف الخدمات الآلية وليس التخفيف منها. إن الخطوة الأهم لأصحاب المشاريع الواعدة وكذلك المشاريع القديمة إن صح التعبير «التقليدية» هو تقوية أواصر التواصل مع الجمهور وكافة شرائح المجتمع بالطرق الآلية، دون اقتصار هذا الأمر على الرد على الاستفسارات، فالمستهلك بحاجة أن تصله الخدمة التي يرغب بها وهو في منزله أو مكتبه، وليس باقتصار تقديم الخدمة عند الوصول لمنشآته. أخيرا بقي التأكيد على أهمية فهم حقيقة التسويق الإلكتروني «الرقمي»، فهو الفيصل أمام الجميع للتأكد من جودة السلعة ومدى خبرة مقدم الخدمة، دون التمييز بين الشركة العملاقة ذات رأس المال الضخم وبين الفرد العادي أو الشركة الصغيرة محدودة الموارد، فهذا التسويق أقل تكلفة وأكبر قيمة.