أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة كل من «فيسبوك» و»تويتر» هدفا كبيرا وبيئة خصبة لكثير من الشركات لتسويق وترويج أي سلعة متخطية بذلك حدود المكان والزمان ولاصطياد أكبر عدد ممكن من الزبائن عبرها. فالتوجه الجديد في عالم التسويق الإلكتروني لأي شركة أو مؤسسة أو حتى محلات بيع التجزئة هو أن تملك على الأقل حسابا في أحد الشبكات الاجتماعية لزيادة التواصل مع المستهلكين والوصول إليهم في عقر دارهم لإضافة طابع جديد لتسويق منتجاتها وخدماتها لهم، وتسهيل التواصل معهم عبر جميع وسائل الاتصالات الحديثة من خلال الحملات الدعائية النشطة في هذه المواقع التي يرتادها الملايين من المستخدمين بشكل دائم، خدمات التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أثبتت قوتها وجودتها في فترة زمنية قصيرة جدا، لكن يبقى للتسويق التقليدي مكانته ومصداقيته العالية خاصة في مجتمعنا. متفوقين في ذلك على كثير من الوسائل واللوحات الدعائية والتسويقية التقليدية المنتشرة في شوارعنا.إلا أن هذه الشبكات مع الأسف فتحت بابا جديدا من أبواب النصب والاحتيال للشركات الوهمية التي لم تكتف برسائل الهواتف والبريد الإلكتروني بل توجهت إلى هذه المواقع لتمارس نشاطاتها، فكل الإعلانات التي كنا نراها كأرقام الهواتف الخاصة بمكاتب تسديد القروض والتي كانت تغطي أجهزة الصرف الألي في الفترة الماضية تحولت الآن للانتشار عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إضافة إلى المصداقية شبه المعدومة إذ لم يعد المستهلك في كثير من الأحيان يستطيع التفريق بين حساب الشركات الحقيقي والوهمي.بعيدا عن السلبية فأهم ما ساعد المستهلكين في هذه الحسابات هو جانب التواصل شبه المباشر مع الشركات وخاصة أقسام الدعم الفني، فكل الشركات الخدمية كشركات الاتصالات على سبيل المثال استغلت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل ممتاز واستفادت منها في مجالات عدة ابتداء من تسويق خدماتها وعروضها انتهاء بتقديم الدعم الفني لعملائها المتواجدين في هذه الشبكات.صحيح أن خدمات التسويق عبر شبكات التواصل الاجتماعي أثبتت قوتها وجودتها في فترة زمنية قصيرة جدا، لكن يبقى للتسويق التقليدي مكانته ومصداقيته العالية خاصة في مجتمعنا الذي في العادة لا يفضل شراء منتج قبل تفحصه بشكل مباشر وليس عبر صور أو مقطع فيديو، لذلك يجب على الشركات استخدام وسائل التسويق التقليدي والإلكتروني مع تحقيق أعلى الأهداف والنتائج، فالمزيج التسويقي بينهما مهم، لذا لا أنصح بالتخلي عن التسويق التقليدي ولكن لكل منها جانب قوة وضعف لذلك فإن الخيار المشترك هو الأمثل.وأختم أن أكثر المستفيدين من شبكات التواصل الاجتماعي هم أصحاب المشاريع والمنشآت الصغيرة الذين يصعب عليهم دفع عشرات الآلاف مقابل لوحة إعلانية في أحد الشوارع.