تواصل الجهات الأمنية في شرطة منطقة جازان تحقيقاتها في حادثة السطو المسلح الذي وقع صباح أمس الأول في أحد المصارف وسط مدينة جازان، حيث تم إغلاق كافة المنافذ الموصلة للبنك، فيما شرعت الجهة المتضررة في حصر الأضرار وذلك بوصول فريق متخصص من العاصمة الرياض. تحدث عدد من الرهائن الذين يعملون في إحدى شركات نقل الأموال تفاصيل لحظات احتجازهم داخل المصرف، حيث قال كل من عبدالله عقيلي ومحمد شيبان اللذين يعملان في إحدى شركات نقل الأموال إن الخوف والرعب دب في قلوبنا فور توجيه المجرم سلاحه الرشاش صوب العملاء والمراجعين وإطلاق النار بشكل عشوائي وهو يصدح بصوت مرتفع بكلمات لم تفهم مما دعانا للاتجاه إلى إحدى الغرف والاختباء بها مع مواصلته إطلاق النار بشكل عشوائي، حتى تم إنقاذنا من قبل قوات الطوارئ الخاصة. فيما روى أحد موظفي البنك عن الموقف العصيب الذي عاشه عندما بادر المقتحم بإطلاق النار صوب زملائه في قسم الصرافة بصفة عشوائية وعلى عدد من المراجعين أشار إلى أنه شاهد سقوط شخصين أمام عينيه بعد إصابتهما، أحدهما في الرأس والآخر في الرقبة وأدار الاتجاه إلى مدير المصرف وأطلق النار عليه مما نتج عنه إصابته وزميل آخر. وأبدى عدد من زملاء وأصدقاء المقتحم للمصرف استغرابهم ودهشتهم من العمل الذي نفذه رفيقهم، مشيرين إلى أنهم لم يلاحظوا عليه تغيرات مريبة لكن في الفترة الأخيرة كان خروجه قليلا من منزله، مشيرين إلى أنه تخرج من الثانوية العامة قبل عام ولم يسبق له العمل ويبلغ من العمر 19 عاما وكانت آخر مرة شاهدوه فيها قبل ثلاثة أيام من اقتحام البنك وأنه حضر عزاء أحد أقاربه في جزيرة فرسان قبل أسبوعين، فيما استغرب عدد من جيران المقتحم الذي يسكن بحي الروضة بمدينة جيزان الحادثة مشيرين إلى أنه لم تظهر عليه صفات عدوانية. فيما كشف مصدر مطلع في وزارة الصحة بجازان أن مقتحم المصرف لا توجد له ملفات مرضية أو نفسية في مستشفيات المنطقة وهو ما أكده أحد أقاربه الذي نفى أن تكون لدى قريبه أي اعتلالات نفسية أو حالات مرضية، مشيرا إلى أن والده طلق والدته قبل عام وانتقل هو وأشقاؤه مع والدتهم إلى منزل آخر، وعن تلقي أسرته نبأ القبض على ابنهم قال إن والده تلقى خبر الجريمة من قبل أحد أصدقائه فيما تلقت والدته والخبر وهي في مقر عملها التي تعمل في مجال التعليم. داهمت الجهات الأمنية منزل مقتحم المصرف فور القبض عليه وقامت بتفتيشه ولم تعثر على أشياء ممنوعة في الوقت الذي أكد فيه أحد أقاربه أن السلاح المستعمل في العملية يعود إلى شخص آخر من أسرته. إلى ذلك، كشفت التقارير الطبية عن نجاح العمليات الجراحية التي أجريت للمصابين عبدالرحمن القحطاني مدير المصرف الذي تظاهر وقت إطلاق النار عليه بأنه فارق الحياة، والموظف عبدالإله القحطاني في مستشفى الملك فهد المركزي وحالتهما مستقرة. ومن جهة أخرى، شيعت جموع غفيرة من الأهالي والمسؤولين والأعيان عصر أمس، الشاب يحيى أحمد شيبان الموظف بمؤسسة النقد الذي قتل بطلق ناري من مسلح داهم المصرف في جازان أول من أمس، وكان في مقدمة مشيعي الفقيد إلى مقبرة ضمد الكبرى محافظ ضمد ماجد بن عبدالهادي بن ختلة، ورئيس مركز الشقيري علي الجبيلي، بعد أن أدوا الصلاة عليه في الجامع الغربي (علي برقش). وقدم محافظ ضمد ابن ختلة واجب العزاء لوالد وأشقاء القتيل، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر وحسن العزاء. كما شيعت جموع غفيرة، عصر أمس، بمقبرة الكنانية جنوب محافظة صبيا، الشاب عبدالله عبده بكر كناني، والذي راح ضحية الاعتداء الغاشم على أحد البنوك بمنطقة جازان أمس الأول. وقال الدكتور حسين محمد كناني، عبده إدريس كناني، من أقارب الفقيد، إن عبد الله 31 عاما، اب لطفل عمره 4 أشهر، وكان يعمل في ذات البنك الذي قتل فيه قبل أن يتحول للعمل في مستشفى صبيا، مبينين أنه ذهب لمعايدة أحد زملائه بعد أن أدى مناسك الحج هذا العام. وأضافوا «عرف عن الفقيد حسن التعامل ولين الجانب وكان بارا بوالده ويقوم على خدمة أهل بيته بتفان، ونبأ مقتله هز قرية الكنانية وترك الحزن مخيما على أهلها».