منذ أن أعلنت وزارة الشؤون البلدية والقروية عن القوائم الأولية لأسماء المرشحات للانتخابات البلدية على مستوى مناطق المملكة بدت أوساط المرشحات تعج بالكثير من المخاوف التي باتت تطل برأسها على المشهد الانتخابي، ففيما تتسابق المرشحات إلى عمل حملة إعلانية قوية ذات تأثير فعال لجذب الناخبات، فوجئن بشبح «المديونيات» يهدد حلمهن في الفوز بعضوية المجالس البلدية، فقطاع الدعاية والإعلان وما يقدمه من مستلزمات تشمل (بورشورات وملصقات وغيرها) يتطلب تكلفة مالية تزيد عن 15 ألف ريال، ويضاعف المقر الانتخابي من هذه المخاوف، إذ يصل إيجار قاعات الأفراح إلى نحو 50 ألف ريال لتمكين المرشحة من تقديم برنامجها الانتخابي، أما قاعات الفنادق فتطالب ب 400 ريال للكرسي الواحد. وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن هناك 25 مرشحة في جدة لم يحصلن إلى الآن على تراخيص للحملات الانتخابية، مع وجود مقترح بأن يتم الحصول على التراخيص من المراكز الانتخابية بدلا من موقع أمانة جدة. وفي ذات الإطار، طرحت تساؤلات عديدة عبر «قروبات الواتس آب»، من أبرزها تخوف المرشحات من إرهاق جيوبهن والضغط على ميزانياتهن بسبب التكلفة العالية للحملات الانتخابية، وهو ما دفعهن إلى المطالبة بإعادة النظر في هذا الجانب والسماح لهن بالمقر الانتخابي في مراكز الأحياء، حتى لا يضطرن إلى الانسحاب وترك الفرصة لمن تجد في نفسها القدرة المادية على تحمل هذه التكاليف رغم حرصهن على تعزيز مشاركة المرأة في الحراك التنموي كمطلب وطني. وفي العاصمة المقدسة والقرى التابعة لها، بلغ عدد المرشحات 38 مرشحة، تمكنت 8 فقط من الحصول على تراخيص للحملات الانتخابية، رغم الاستعداد المبكر بوضع خطتهن الانتخابية ورصد التكلفة المالية للحملة ووضع قائمة الفئات المستهدفة وكيفية نشر ثقافة الانتخابات في المجتمع المكي وتحديدا الأوساط النسائية بمختلف فئاتهن العمرية الاجتماعية الثقافية والمهنية، وقمن بزيارات لسكان الأحياء التي يقطنون بها ودوائر الأعمال النسائية الحكومية والأهلية لتثقيف النساء ورصد احتياجاتهن ومطالبهن من المجلس البلدي، في الوقت الذي سعى بعضهن للبحث عن جهات تقدم لهن الدعم والتمويل، فيما تدور في الكواليس أحاديث عن انسحاب البعض منهن لأسباب تمويلية. وفي المدينةالمنورة، رصدت «عكاظ» أبرز المعوقات التي واجهت المرشحات قبل تقديم برامجهن الانتخابية، وفي مقدمتها تكلفة الحملة الإعلانية، حيث تصل التكلفة المالية لقائدة الحملة التسويقية للمرشحة إلى مبلغ مالي كبير، وكذلك حال الوكالات الإعلامية التي تقدم الخدمة للمرشحة وهي تتراوح حسب الفئة من (30 - 150) ألف ريال. كما أن إيجار القاعات يتراوح من (35 - 50) ألف ريال.