استبشر أهالي القرى الساحلية بمركز السهي في محافظة صامطة بمنطقة جازان، قبل ما يزيد على عامين كاملين، ببدء إدارة مياه جازان عمليات تمديد الليات والحفر وتركيب العدادات استعدادا لضخ المياه المحلاة لمنازلهم واعتقد الأهالي ان بداية تركيب عدادات المياه هي بداية لإنهاء معاناتهم مع المياه المالحة وجشع أصحاب «الوايتات»، إلا ان أملهم انقطع بعد أن باتت عدادات المياه مجرد ديكورات تزين جدران المنازل، وهم ينظرون إليها بعين الحسرة ويترقبون تشغيلها بفارغ الصبر، مترددين بين فترة وأخرى على مسؤولي فرع المياه بجازان، من أجل إيجاد حلول لمعاناتهم. «عكاظ» زارت بعض تلك القرى الساحلية، وتحديدا قرية البيسري، التي ينتظر سكانها كبقية سكان القرى المجاورة تحقيق حلمهم برؤية المياه المحلاة التي طال انتظارها، مع تكبدهم عناء «الوايتات»، حيث يصل سعر الصغير منها 50 ريالا في الأيام العادية، ويزيد السعر في المواسم. سئمنا المراجعة وقال الشيخ علي طواشي شنيمر، الذي رافقنا خلال جولتنا بالقرية: استبشر أهالي القرية بتوصيل وتمديد المواسير من أجل إيصال المياه المحلاة، وتم تركيب العدادات في جدران المنازل قبل ما يزيد على عامين. وبتنا نعيش على أمل إيصال المياه المحلاة، لكن سرعان ما تبخر الأمل من طول الانتظار، وسئمنا من مراجعة فرع المياه بجازان، الذي يعيِشنا على الوعود من فترة لأخرى». المواطن على أحمد كاسب وصف الأمر بطريقته الخاصة، حينما قال: عدادات المياه زينت جدران منازلنا، وقلنا إنها بداية لهجر الوايتات التي تكبدنا خسائر شهرية، إلا أن الانتظار طال لبدء تدفق المياه التي مضى على توصيل وتمديد المواسير لها ما يزيد على عامين، بينما نواصل عناء البحث عن وايت ماء، في ظل استغلال أصحاب الوايتات الذين يبالغون في رفع الأسعار، مستغلين حاجتنا للمياه. صمت المسؤولين أما المواطن موسي كاسب فقال من جانبه: سعر وايت الماء يزيد على 50 ريالا، وقد يصل إلى 80 ريالا، نظرا للطلب المتزايد على المياه، بينما نحن ننظر لعدادات المياه المحلاة بعين الحسرة بعد أن بثت الأمل في نفوسنا. وأضاف: لكن سرعان ما تبخر الأمل، في ظل صمت المسؤولين في إدارة المياه، بشأن حالنا وانتظارنا لإيصال المياه تنسيق مع «الطرق» «عكاظ» طرحت المشكلة على الناطق الإعلامي للمديرية العامة للمياه بمنطقة جازان علاء خرد، حيث قال: بخصوص قرى الساحل، فقد نفذت المديرية مشاريع شبكات المياه وعدادات ووصلات منزلية، ولم يتبق إلا ربطها بالخط الناقل المغذي لشبكة المياه، حيث يجري التنسيق مع إدارة الطرق لاستخراج التراخيص اللازمة لاختراق الطريق العام، منذ أن تم الانتهاء من تنفيذ شبكة المياه. وبين الخرد أن قرى السهي تستفيد حاليا من مشروع السقيا، لحين الانتهاء من تمديد الخط الناقل، حيث تحظى بالاستفادة منه قرى البيسري والزوالعة والعروج والخلائف والسباك والغافل والحنشية والصوارمة.