لم يعد أحد يحتمل التجاهل للأزمة السورية من قبل المجتمع الدولي، بكل تداعياتها الإنسانية والسياسية والأمنية والاجتماعية، فقد أخذت هذه الكارثة الإنسانية التي تجاوزت الخمسة أعوام أبعادا كارثية فاقت حدود المعقول والمتوقع وسط استمرار العالم ليس فقط في إدارة ظهره لهذه الأزمة فحسب بل الاكتفاء بمشاهدة الدماء تسفك كالأنهار، والأعراض تنتهك بالآلاف، والأرض السورية تستباح تارة من الباسيج الإيراني القميء ومليشيات المالكي وحزب الله الطائفية وتارة أخرى من قوات نظام البطش الأسدي. إن التصعيد على الأرض السورية نتيجة هذا التراكم من عدم الاكتراث الذي أخذ الأزمة إلى مزيد من التصعيد والتشنج وخلط الأوراق ونحن نرى كيف تحولت سوريا لحلبة صراع قوى دولية الخاسر الوحيد فيها هو الشعب السوري المناضل من أجل حريته وكرامته. ولكن هل يجب أن تترك الأزمة على حالها؟ إن أحد أكبر المخاطر المحدقة بالمنطقة اليوم هو استمرار الحال كما هو عليه في سوريا وسياسة خلط الأوراق وعدم وجود تحرك عالمي حقيقي موحد لكيفية اجتثاب النظام الأسدي الحاضن الرئيسي لتنظيم داعش الإرهابي، وبدون اجتثاث الأسد لا يمكن اقتلاع داعش. نأمل من العالم أن يعي هذه الرسالة.