يعاني أهالي محافظة الطوال وقراها بمنطقة جازان، من سوء الخدمة المصرفية من عدم وجود فرع لأحد البنوك، بقدر ما يعانون أيضا من «صرافة آلية» وحيدة، لها بضعة أيام معطلة، حيث يفاجأ قاصدوها بعبارة إنجليزية (off line)، تعني أنها خارج الشبكة، فتحبط الباحث عن مبلغ يعالج به أزمات الحياة، خصوصا إذا كان من مستفيدي الضمان الاجتماعي أو من المتقاعدين والموظفين وغيرهم، ولا ريب أن أغلبهم يأتون من قرى تلك المحافظة الحدودية. وبالفعل، يقطع الكثير من سكان القرى في محافظة الطوال مسافات طويلة، لكن للأسف يجدون الصرافة فارغة من النقود أو معطلة، حتى في أوقات صرف الرواتب للموظفين والمتقاعدين ومستحقي ومستحقات الضمان الاجتماعي. غياب البنوك ويشير أهالي الطوال إلى أن المشكلة الأساسية تكمن في غياب فروع للبنوك نهائيا، من أجل خدمة أهالي المحافظة وقراها المترامية الأطراف، ومن يعبرون من خلال منفذ تلك المحافظة، التي تتبعها الكثير من القرى والهجر؛ ما يجعل الكثيرات من النساء (معلمات أو ممرضات وغيرهن)، يعانين التعب والترحال إلى صامطة، وبالتالي تأخير إنهاء معاملاتهن، إلى جانب بقية الأهالي ممن يحتاجون إلى مراجعات مصرفية. وأكد الأهالي أنهم سبق أن أرسلوا عدة طلبات إلى مؤسسة النقد، من قبل مشايخ الشمل، لكن لم يحدث أي تجاوب حتى تاريخه. معاناة 15 ألف نسمة وأمام الصرافة الوحيدة المتعطلة، تحدث إلى «عكاظ» بعض الأهالي، حيث قال كل من عبده جابر وعبدالوهاب ناشب من سكان الطوال: «نذهب للصرافة كالعادة، وكثيرا ما تفاجئنا عبارة أوف لاين شبه الدائمة، التي تؤكد أن الجهاز عاطل عن العمل وخارج الشبكة، أو عبارة تحت الصيانة وغيرها من العبارات التي تعني قطع الأمل في إمكانية الاستفادة بسحب أي مبلغ». وأضاف جابر وناشب: «نحن من الطوال وعدد سكانها يتجاوز 15 ألف نسمة، ولا توجد سوى صرافة وحيدة تعمل وكثيرا ما تكون خارج الشبكة، وهناك صرافة ثانية غير مفعلة ولم تحسب كصرافة مرادفة غالبا؛ فمتى توجد لدينا فروع للبنوك وعدد وافر من الصرافات، حتى تقل معاناة الأهالي بقطع مشوار إلى صامطة». مشاق أهل القرى ونيابة عن سكان بعض القرى في الطوال، تحدث كل من عبدالله صري وأحمد إبراهيم عواف وعلي عواف، وقالوا إن الكثير من قرى المحافظة مثل المباركة والشمهانية والقرن والعافية وشعب الذئب، لا توجد بها خدمات صرافات، فيضطر الأهالي للوصول إلى الطوال؛ فيتفاجأون بالصرافة الوحيدة المعطلة معظم الأوقات، وهنا لا بديل غير الاستمرار في تحمل المشاق والذهاب إلى صامطة. إلى متى؟ أما المواطنان محمد جابر ومحمد شيبان، فقد أصرا على طرح السؤال المباشر: «إلى متى تعاني محافظة الطوال من عدم توفر فروع البنوك وعدد مناسب من الصرافات الآلية»؛ ما دعاهم إلى مناشدة محافظ مؤسسة النقد، نيابة عن بقية أهالي المحافظة، بالتدخل من أجل إيجاد فروع لبعض البنوك وعدد من الصرافات تخدم الطوال وقراها، مع افتتاح فروع نسائية وفرع يخدم المتقاعدين.