ما أغرب أن يكون الإنسان عدو عقيدته فيبدأ من هذه العداوة إلى تخريب مجتمع بأكمله، معتقدا أنه على حق ويقين ويساعد في كشف الحقائق، ويغيب عنه أنه أداة تدمير فكري ومجتمعي. للأسف هذه النوعية من الناس ظهرت في الفترة الأخيرة تباعا للأحداث التي وقعت في مكةالمكرمة، فظهرت هذه الأنفس المريضة لتجعل من ذاك السم يسري بشائعات هي أقرب لمعارضتهم لقدر الله عز وجل في خلقه، وأحقيته في طرق الموت (تعددت الأسباب والموت واحد). وقعت الرافعة فسقطت أقنعة من وجوه تحمل الغل على هذا البلد الطاهر.. تراشقت الألسن باتهامات بالتقصير.. وجاءت رسالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لتعلم العالم بأسره ماذا تعني الإنسانية حينما وقف بنفسه على مجريات قضية حادثة رافعة الحرم، ولم تقف رسالته عند حد معين بل زار المصابين وواساهم وزاد من ذلك الإكرامية التي شملت المتوفين والجرحى ومن أصيب بإعاقة، وما أمره السامي في توجيهاته بإتمام مناسك الحج لجميع المصابين وتوفير كافة الإجراءات الطبية على أعلى مستوى إلا كرم منه وجبر لقلوبهم، من عطاء هذا القلب الكبير. وتبدأ جميع الجهات الحكومية والوزارات وقوات أمن الحج والأفراد لخدمة حجاج بيت الله ويقدر الله بقدر منه حادثة مشعر منى وجانب منها يعود لعقلية الحجاج سامحهم الله في عدم تقيدهم بالأنظمة والقوانين وكان ما كان ولله الحمد. ولكن وقفة ذهول لتلك العقليات من أعداء الوطن وممن يستمتعون بإثارة الفتن ليبدأوا بالتقليل من جهود الحكومة الرشيدة وتلك الأيادي التي ما ملت ولا كلت في مد يد العون لمسن عاجز وطفل باك وامرأة ضعيفة. فتلك ليست غشاوة فحسب إنما عمى بصر وبصيرة. سؤال أوجهه وأنا في أشد العجب لهذه الأنفس المريضة: أولستم بمؤمنين؟!.. وأين هذا الإيمان عندما يخلط قدر الله بتحليلاتكم المغرضة! وما يحز في النفس الإسراع في التهويل لأي حادثة عارضة ورشق الاتهامات على حكومة مجدها التاريخ وحباها الله لتكون خادمة لحجيج الله. لكن هيهات.. هيهات أن يجدوا لأفكارهم البغيضة وأنفسهم الحقودة دربا يمس أمن ومكانة هذا الوطن الغالي.