في العصور الإسلامية بما فيها عصور الانحطاط والتدهور والتشتت وحكم الطوائف.... والعصبيات لا يذكر التاريخ الإسلامي الطويل حوادث بارزة مارس فيها الإسلاميون الخطف والتنكيل بخصومهم للحصول على مكاسب لهم يسمونها انتصارات! ظل الإسلام... عزيزا رفيعا يراعي الخلق والدين ويضع الموازين للارتقاء بالنفس البشرية حتى في لحظات الهزيمة والانكسار وحتى مع الأعداء الكفار! وأثبت على مدار تاريخه أن انتصاره لم يكن بالسيف قدر ما هو بالقيم والمبادئ والأخلاق مع الخصوم وليس فقط مع المحبين! فالمسلم نموذج ومثال وقدوة أراد له الله الدين الحنيف كي يرقى بالأمم على أسس من الأخلاقيات الإنسانية قوامها أن لا فرق بين عربي أو عجمي إلا بالتقوى.. والتقوى تعني العفة والتعفف عن التشفي والانتقام والتنكيل بالأسرى أو الخصوم! الإسلام ميزته المتفردة والبارزة أنه حمى البشرية من الانقلاب إلى ذئبوية تأكل بعضها بعضا أو تنقض على خصومها انقضاض الذئب على الفريسة ووضع للإنسانيات منزلة تشتاقها الأنفس وتطلبها العقول والقلوب! وأصبحت الشريعة الإسلامية بأخلاقياتها درعاً واقيا للمجتمع المسلم يحميه من شرائع الغاب! فالإسلام سلام ليس منه العدوان! ما يجري الآن في الواقع أمور تحز في النفس وتسيء للإسلام أكثر مما يسيء إليه أعداؤه فحين يلجأ من يطلقون على أنفسهم ألقابا تضعهم في حزمة واحدة من جماعات إسلامية أو أحزاب أو حتى دعاة يتكلمون باسم الإسلام ويعتبرون أنفسهم هم حماة الدين... وهم الناطقون باسمه ثم ينكلون بالآخرين ويشتمون هذا ويلعنون ذاك ويكفرون هذا ويقللون من قيمة ذاك ويمشون في الأرض للتفريق بين الناس ولتحريضهم على بعضهم البعض كما يحدث الآن في بعض الفضائيات التي اتخذت لها صفة (إسلامية) فصرنا نقول قنوات إسلامية إشارة إلى أن بقية القنوات ليست إسلامية!!.. كل هذا طعن جارح لجوهر الإسلام الحقيقي المخطوف حاليا من أبنائه وليس من أعدائه، فالقاعدة مثلاً كتنظيم سياسي يهدف إلى سلطة وليس كما يزعمون هدفه نشر الدين الحنيف لأن انتشار الدين لن يتحقق بالخطف والذبح وإرهاب الناس! القاعدة تعتبر نفسها ممثلاً عن الدين وناطقة باسمه وهكذا يراها الآخرون الذين لا يعرفون جوهر الدين وبالتالي أساءت لإسلامنا أكثر مما أساء له أعداؤه وها هي تخطف وتتباهى... وتعتبر ما تفعله بطولة في حين أنه أحط مستويات الدناءة والغدر والخسة وتعمد الإساءة وكل هذا ليس من الدين في شيء اللهم إلا تزوير الاسم فيقولون (إسلام)!!!... ويكفي أنه بسببها يواجه الإسلام وليس المسلمون الإسلام نفسه يواجه حروباً ضالة تسلبه جوهره النقي نتيجة تصرفات أبنائه وأتباعه كما لم يحدث قط في التاريخ! وأصبحت المواجهة ليست مع عدو نعرفه ويعرفنا بل مع ابن اسمه «منا» وله صلة فينا!! إنها المرحلة الأصعب التي يمر بها الإسلام منذ ظهوره... حسبي الله عليهم! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة