أصدر الروائي الليبي إبراهيم الكوني روايته الأحدث «ناقة الله»، في ظل اشتغاله على تدوين ونشر سيرته الذاتية «عدوس السري» التي أصدر منها 3 أجزاء إلى الآن. وخلاف المألوف عنه لم يذهب بنا الكوني إلى الأسطورة وفضاء الصحراء، بل اقترب من المدينة إذ تتناول الرواية حقبة مفصلية عاشتها قبائل الطوارق في الستينيات من القرن العشرين، ما أثر على أوضاعهم وتسبب في تشتيتهم إلى مجموعات توزعتها بلدان عدة، وتظل الشخصية المحورية في الرواية هي الناقة، مثل ما كان الجمل الأبلق محور روايته «التبر» (1990)، وتحضر الناقة برمزية تحيل إلى أهمية الأنثى ودورها القيادي في المجتمع وتمثل ناقة الكوني الأم النبيلة الطيبة التي رأت قومها قد تفرقوا، وأرادت أن تعود إلى وطنها في الجنوب، كي يعودوا هم أيضا، إلى الأصل الذي أجبروا على تركه بسبب ظروف سياسية جائرة حدثت في ما بين القرنين ال 19 و ال 20، واسم الناقة في الرواية «تأملات» التي تعني بلغة الطوارق الجاموس البري، ولكونها ناقة حرة تمردت على راعيها لتسلك طريق العودة إلى النبع الجاف والرمل الذي نشأت فيه.