ترجمت إنسانية حاج مسن، قوله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان»، فبعدما اضطر الحاج الليبي علي عامر أبو جعفر، أن يتخلى عن الإمساك بيد ابنته التي كانت ترافقه في طريق 204 بمشعر منى، لإنقاذ الآخرين الضعفاء الذين بدأوا يتساقطون بجواره، وجد نفسه في غيبوبة في المستشفى، ليصرخ باحثا عن ابنته، خوفا أن تكون ضمن المفقودين تحت الأقدام، لكنه عرف أن هناك من أحسن لها، وهي حية ترزق وإن كانت تعرضت لإصابة. وبدأت تفاصيل القصة حسب رواية أبو جعفر عندما اشتد الزحام وكثافة الحشود، فسمع الاستغاثات، فأخذته حمية الدين والأخوة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ظنا أن ابنته في أمان، فانشغل عنها، ونجح في إنقاذ البعض، قبل أن يجد نفسه هو أيضا في عداد المصابين ممن نقلوا إلى مستشفى قوى الأمن العام. وقال: ما أن أفقت من الإجهاد حتى بدأت في الصراخ على ابنتي غادة، ليعرف الطاقم الطبي التفاصيل، ويبدأ التنسيق بحثا عن غادة من قبل قسم التنسيق الطبي بالمستشفى، والذي بذل جهودا كبيرة حيث تم التوصل لها وتم التنسيق مع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية لنقل غادة بجوار والدها، وكانت لحظة مؤثرة عندما التقيا، حيث اخذ الأب بالبكاء عند رؤيته لابنته في مشهد مؤثر، شهده الطاقم الطبي المشرف على حالة الأب وابنته، فيما قدمت غادة ابنة الحاج علي شكرها وتقديرها لحكومة المملكة للخدمات التي تم تقديمها لها ولوالدها.