عادت الحياة أمس إلى طبيعتها في شارع 204 المتقاطع مع شارع 223 بمشعر منى بعد يوم من الحادثة التي أودت بحياة 717 حاجا نتيجة للتدافع الذي حدث في يوم عيد الأضحى المبارك. ورصدت (عكاظ) انسيابية حركة المشاة وحركة الحجاج أثناء دخولهم وخروجهم من مخيمات مجموعات الخدمة الميدانية التي تضم في غالبيتها حجاجا من دول شمال أفريقيا مثل الجزائر وتونس مع استمرار حركة البيع والشراء في المحلات التجارية وتوفر كافة المواد الغذائية والتموينية. وتم خلال الجولة رصد عدد من الأضرار التي لحقت بأكثر من خمسة مخيمات تابعة لمجموعات الخدمة الميدانية نتيجة لقفز الحجاج فوق هذه المخيمات للنجاة علاوة على تلف كميات كبيرة من المواد الغذائية والمياه نتيجة للتدافع الذي حدث وقت حدوث الكارثة. ويبلغ طول شارع 223 أكثر من 200 متر وبعرض 20 مترا ويتيح الحركة للمشاة القادمين من جهة طريق الملك فهد من جهة مجر الكبش المؤدي الى مشعر منى ويتقاطع الشارع مع شارع 204. من جهتهم أكد عدد من شهود العيان التقتهم (عكاظ) أن السبب الرئيسي في الحادثة يعود إلى التدافع والازدحام إضافة إلى حرارة الجو التي أدت إلى سقوط عدد من الحجاج في البداية واستمر السقوط بعد دخول حجاج من شارع 223 إلى شارع 204. فتح المخيمات وروى طيب حكمي (حارس أمن في أحد المخيمات) ما رآه، مبينا أن الحركة كانت تسير بصورة طبيعية وانسيابية ثم حصل ازدحام تلاه سقوط للحجاج خاصة من كبار السن، مشيرا إلى أنهم قاموا بفتح المخيمات وإدخال الحجاج للتخفيف من الزحام. ويعتقد عمران عمران عامل في أحد المخيمات أن سبب الحادثة يعود إلى وجود كبار سن منهكين كانوا قادمين من عرفات مشيا على الأقدام وكانوا يحاولون الوصول إلى الجمرات مع دخول حجاج من عدد من الجنسيات مما تسبب في حدوث السقوط. قفزوا علينا وقال الحاج بشير من دولة الجزائر الشقيقة: كنا في المخيم المخصص لنا وفوجئنا بعدد من الحجاج يدخلون علينا بصورة سريعة وبأعداد كبيرة دون أن نعرف شيئا عن الحادثة، وقفزوا على من هم في الداخل، في ظل التدافع الكبير، مشيرا إلى أن عددا كبيرا من الحجاج تسلقوا فوق المخيمات للنجاة بأرواحهم بعد كثرة الزحام. ويقول الحاج أحمد من مصر: «وصلنا إلى المخيم في تمام الساعة السابعة صباحا وتفاجأنا بازدحام كبير وهائل في الشوارع المحيطة بالمخيمات من الحجاج من مختلف الجنسيات ولم يتمكن الحجاج من الحركة أو السير مما أدى إلى حدوث تدافع وسقوط للحجاج خاصة العجزة وكبار السن»، مشيرا إلى أن وقوف الحجاج تحت أشعة الشمس الشديدة ساهم بشكل كبير في سقوط الحجاج. ويقول علي حيدر (عامل في أحد المحلات التجارية) إن أغلب من سقط من الوفيات كان من الحجاج الأفارقة خاصة العجزة وكبار السن، مشيرا إلى أنه قام بنقل أول مصابة وكانت من الجنسية المصرية إلى أحد المخيمات القريبة من الموقع وكانت تعاني من إجهاد كبير وفقدان للوعي. وأضاف ان الزحام الشديد في الشارع الذي لا تتوفر فيه مخارج كافية ربما هو السبب في وقوع هذه الكارثة، مشيرا إلى أنه وزملاءه كانوا يقومون بنقل مصابين وبعد إيصالهم إلى المستوصف يفاجأون بوفاتهم مباشرة، لافتا إلى أن عمليات الدفاع المدني والإسعاف استمرت لمدة تجاوزت 10 ساعات متواصلة.